بروني وير، مُمرّضة استرالية، لها كتاب "أهم خمسة أشياء يندم عليها المرء عند الموت" ولذلك قصّة.
بروني كانت تُعلّل المرضى في استراليا، وكان المرضى المُوكلين لها مرضى الحالات المتأخّرة، إذ لا علاج يشفي، ولا داء يُمنَع، كلّ الذي يُقدّم إلى هؤلاء هو علاج يهوّن عليهم آلام الأيّام الأخيرة.
المُمرّضة عملت مع هذه الحالات لعقد من الزمان، وكانت تدوّن أكثر ما يندم عليه هؤلاء المرضى في نهايات حياتهم.
خرجت بقائمة من خمسة تكرّرت مع الكثير من المرضى وكانت من الأقل شيوعًا للأكثر كالآتي:
5-أتمنى لو رضيت على نفسي أكثر
4- أتمنى لو بقيت على وصال مع أصدقائي
3- أتمنى لو عبّرت عن مشاعري
2- أتمنى لو لم أعمل كل وقتي بهذا الجدّ
والندم الأكثر شيوعًا كان: أتمنى لو تحلّيت بالشجاعة لأعيش حياتي، لا الحياة التي يتوقعها الآخرون منّي.
كان المرضى في أواخر حياتهم يتحسّرون لأنّهم لم يتشجعوا لتحقيق أحلامهم، لكنّي أتسائل، كم منّأ أجبرته الظروف حتّى لا يقرّر لنفسه ما يُريد؟ لا أظنّ أن الأغلبية تُعاني من هذا.
إذن كيف ينتهي بنا المطاف أن نتحسّر على "شجاعة القرارات" في نهاية أعمارنا، ولم يمنعنا منها مانع أوان صحّتنا؟
والسبب في جملة قصيرة: عدم وضوح الهدف.
في كل مرّة لا تحقّق فيها تقدّما ملحوظًا في حياتك، يكون غالبًا سبب هذا هو عدم وجود هدف واضح.
أحيانًا أذهب للمستشفى للتدرّب على الحالات المرضية، حين أذهب بمفردي وعندي ساعة، لا أستغل منها الكثير، أقلِّب أوراق المرضى، أتمشّى بين الردهات، ليس عندي هدف واضح.
حين ذهبت وحدي بدون هدف، فعلتُ ما توقّعه الناس منِّي، طالب يتمشّى في الردهات، سيرى بعض الأوراق غير المفهومة ويعود أدراجه، وهذا ما حصل.
لكنّي في الدرس العملي، حين يطلب منّا الأستاذ الحديث مع المرضى وفحصهم في ربع ساعة، أفعل ما لم أفعله في ساعة.
الفرق لم يكن بتحديد الوقت فقط، كان بتحديد الهدف: ستذهب وتتحدّث مع مريض، تأخذ منه التأريخ المرضي وتفحصه.
بهدف واضح تحدّد أرضية البناء، لكنّ سؤالي لكم، هل ينتهي الأمر بتحديد الهدف الواضح؟
التعليقات