ماذا يدفعنا للتكيف مع كل المتناقضات في آن واحد، ولماذا دائما ما نرتدي ثوب الفضيلة الكاملة، في تعاملاتنا العامة وصفحاتنا المعلنة، ونتفنن في اصطياد العبارات التي نحاول بها جاهدين البرهنة على أصالة ما نقول وتوافقه مع باطننا، هل تحولت ممارساتنا وعاداتنا البغيضة في وسائل التواصل الاجتماعي بتجميل كل نواقصنا ولو بالزيف، ثم تصديق كذباتنا المزمنة، إلى حالة مرضية غيرت منهج حياتنا إلى كل شيء وعكسه في آن واحد.
** التناقض وتقلب القلوب
ربما يكون التناقض في المشاعر والعواطف أمرا مقبولا بحكم تقلب القلوب، وعبر عن ذلك نزار قباني بقوله :" فتقبَّلي عشقي على علَّاته، وتقبَّلي مللي، وذبذبتي، وسوء تصرُّفاتي، فأنا كماء البحر في مدِّي وفي جزري وعمق تحوُّلاتي، إنّ التناقض في دمي وأنا أحبُّ تناقضاتي" ، ولكن ربما يكون التناقض سببه هو الصراع الدائم بين العقل والقلب كما وصفه نجيب محفوظ بقوله :"من أكثر المحن المُحزنة، أن يكون لديك قلبٌ عاطفيٌّ وعقلٌ متشكك"، ولكن أن يكون التكيف في التعايش مع المتناقضات في كل وقت وحين، فتلك بلا شك حالة مرضية نقع جميعا فيها بدرجات متفاوتة، فنقول غالبا عكس ما نفعل، ونحب ونكره في آن واحد ونعيش في حالة شك في كل ما حولنا وقد عبر عن هذه الحالة يوسف السباعي بقوله:" لو استطعنا الوصول إلى اختراعٍ نُبِصر بِه دخائل النفوس، ونَطلعُ بِه على خبايا الأفئدة لراعنا الفَرق بَينَ مَا تضمِر وما تظهر ونالنا الَناقَض بَين ما تكشف عنه الأعماق وَما تُبديهْ لنا المظاهر".
فما رأيكم أصدقائي .. ما هي أكثر المتناقضات الشائعة التي ترون أننا نتكيف معها وندمنها ولا نلقي لها بالا؟ وهل يمكن أن يكون التكيف مع المتناقضات في أي من الجنسين سببا أساسيا لرفض الارتباط ؟
التعليقات