دعنا نتخيل هذا الموقف، ذهبت إلى حفلة مسائية صاخبة لأحد أصدقائك، وبما أننا نتحدث عن حفلة فإن هذا يعني أن هناك حشد كبير من الحضور، ليس هذا فقط، فصوت الموسيقى الصاخب يعم المكان، تأتي إلى مجموعة من أصدقائك، بينما تتجاذب معهم أطراف الحديث حول أمور العمل أو موقف ما حصل معك في وقت سابق، إذ بك تسمع أن هناك من ذكر اسمك في محادثة أخرى، تتجاهل أصدقاءك كي ينصب تركيزك على من يتحدث حولك، تحاول أن تلتقط المزيد من الكلمات، ولكنك تفشل في ذلك، فبالتأكيد من الصعب أن تستمع إلى كل الأشياء التي قُيلت في المحادثة، الأمر ليس مقتصرًا على التقاط الاسم، قد تكون هناك فكرة ما تشغل بالك أيضًا.

متأكدة أن مثل هذا الموقف قد حصل مع الكثير مِنّا، لكن ما عليك معرفته أن هذا يسمى في علم النفس بتأثير حفلة الكوكتيل The Cocktail Party Effect، لكن ما المقصود به؟ حسب ويكيبيديا و عالم  النفس "كولين شيري"  الذي اكتشفها، أنه ظاهرة تتمثل في قدرة الدماغ على تركيز الانتباه السمعي على محفز معين أثناء تصفية مجموعة من المحفزات الأخرى، بعبارة أخرى أن الشخص لديه القدرة على التمييز بين أصوات محددة في بيئة مزدحمة بالأصوات، والتركيز في مصدر صوت واحد، وغالبًا ما تكون هذه الأصوات ضمن أولوياته مثل سماع صوت اسمه وسط الضوضاء أو موضوع يشغل تفكيره واهتمامه

 "آنّا تريسمان" عالمة النفس قدمت نموذجًا في تفسير ظاهرة تأثير حفل الكوكتتيل، حيث أردفت حول هذا الأمر بأن الأصوات التي تصل أذن الإنسان تدخل مرحلة المعالجة ومن خلال هذه المرحلة يتم تصفية الاصوات عن طريق “فلاتر” وفقًا لخصائص معينة ومن ثم تمر هذه الأصوات لمرحلة ادراك الصوت

الأمر الذي يدعو للدهشة أن هذا التأثير يمكن الاستفادة منه في مجال الاقتصاد وتسويق المنتجات أيضًا ، فمثلًا شركة ستاربكس والتي أصبحت من الشركات العالمية في وقتنا الحالي تستخدم تأثير حفلة الكوكتيل The Cocktail Party Effect، حيث تقوم ببعض الخطوات المميزة التي تجذب انتباه العملاء إلى منتجاتها، تخيل ما الشيء الفريد الذي تقوم به، أنه كتابة أسماء العملاء عل الأكواب. 

هناك دراسة لشركة Accenture  الايرلندية تقول بأن أكثر من 50%  من العملاء يفضلون أن يشتروا ممن يعرفهم باسمهم.

وأنت...هل وقعت تحت هذا التأثير؟ وهل سمعت به من قبل؟