هل يمكن لإنسانٍ أن يولد محيطاٌ لجميع معارفِ الدنيا و الدين من طبٍ و تقنيةٍ و أدبٍ و فقه؟
ما رأيكم في القول"العلم نور و الجهل ظلام"؟
إنها ليست مجرد مقولة يا صديقي، ولكنها مبدأ ومنهج حياة.
فالمعرفة قوة، وإذا لم يتعلم الإنسان شيئًا ، فهذا يعني أنه لن يصل ابدا للنجاح في الحياة ، وانه سيبقى طوال حياته عبدًا للنظام وللناس الآخرين ، ولكي نكون صادقين تمامًا ، يجب أن نقول إن الشخص الذي يتعلم سوف ينجح ، وليس بالضرورة سوف يصبح رئيسًا كبيرًا ومهمًا. ولكن سيكون واعيًا بنصيبه، سوف يتألم ويبكي ويفهم كيف تسير الأمور في العالم.
وسوف يجعله هذا الوعي يحيا حياته في نور بدلاً من أن يتجول في الظلام، وهذا أول الغيث بمعنى ان نور العلم ليس هذا فقط.
وانما هو بوابة للحصول على فرصة افضل في الوظيفة وفي ادخار الاموال وفي اختيار الزوجة الصالحة وفي تربية الابناء .... اي في الحصول على مزيد من السعادة.
أتذكر أنني كنت أكتب هذا الجملة كحكمة على اللوح في الصف عندما كنت في الابتدائية، كنت اعتقد أنها مجرد جملة بسيطة، ولكن عندما كبرت عرفت أن هذه الجملة معناها عيق جدًا ، فلولا العلم لما تبين لنا حقائق الأمور، فهمنا المعرفة المادية والغير مادية.
في الحقيقة بالعلم نعانق السماء ونصل إلى أهدافنا، بالعلم نصل إلى الثراء أمثال بيل جيتس وغيره، ولكن يجب أن نقتنع بأن العلم غير مقتصرًا على ما نقرأه في المدراس والجامعات، إنما كل شيء مادي وغير مادي.
أنا أتعلم لأكون مقبولة في مجتمعي والكل ينظر لي بعين الاحترام.
نعم كنا جميعا هكذا، مرت الأيام وأصبحت واقعا مرا، لكل من لم يتعلم ويتم معاملته كالجاهل، أو العالة لعدم تعلمه، ظلام حياته، عكس المتعلم الذي يفتخر به الجميع..
لكن لا ترين أن الزمن انقلب، هناك من لم يتعلم ذلك التعلم، فقط حظ وذكاء وتم إنارة طريقه بالغنى واحتفل به المجتمع..
عكس آخر درس وانهى كل التعلم، لكن الحظ لم يسعفه وظل في عنق والديه يشعرون بالحسرة اتجاهه..
ربما ليس دائما المقولة قد تكون من المسلمات
هل يمكن لإنسانٍ أن يولد محيطاٌ لجميع معارفِ الدنيا و الدين من طبٍ و تقنيةٍ و أدبٍ و فقه؟
ظاهريًا لا يمكنه، لكن فعليًا نعم يمكنه إذا كنت تقصد أن يكتسب ذلك العلم..
اكتساب العلم ليس بالأمر الصعب، كتاب مجمع لكل مجال وسنحيط بكل ذلك، لكن إذا كان لدينا وقت وفير وإصرار وإرادة.
بالنسبة لمقولة العلم نور والجهل ظلام، نعم أتفق معها عندما تطبق على العقود الماضية
لكن الآن:
العلم نور إذا وضع في أيدي مستحقيه، والعلم جهل إذا وضع في أيدي فانيه..
الجهل ظلام إذا تسبب في ضرر فردي أو مجتمعي، الجهل نور إذا وقانا من حقائق تؤذينا..
اليوم نرى أصحاب العلم ماذا يفعلون به؟ لا يقومون به بشيء إلا من رحم ربي، وغالبًا تعود الفائدة على الشخص نفسه فقط لن يفيد بها غيره أو مجتمعه، لذا لا فرق بينه وبين الجاهل لأنه لم يؤدي أمانة إيصال هذا العلم. علم فانً لا فائدة منه -إنه ظلام-
الجهل اليوم وكثرت وجهاته ليس بالضرورة أن يكون ظلام، أنا جاهل بوسائل التواصل الاجتماعي الحديثة، هل أنا إذن في ظلام؟ بالطبع لا، لقد وقيت نفسي من سم وإدمان يعني منه نصف الكوكب، ولنقس على تلك الفكرة.
هذه مقولات أصبحت قديمة جدًا، يجب تعديلها لتناسب الحاضر المرير الذي نمر به.
بالتأكيد لا يوجد هناك شخص يولد و هو متم لجميع العلوم و المعارف و هذا الامر لا ينطبق مع المنطق اطلاقاً لكن ربما يكون لاحد منا جينات تجعله بمكان أذكى من غيره و هذا الامر لا يُصار إلا في حال أن يتعلم المرء الأُسس من العلم الذي يرغب فيه.
إن التعلم عملية تراكمية و لا يمكن أن يصل المرء لمراتب عليا في علمه دون أن يتابع المعلومات المستجدة في مجال تخصصه و هذا ما يؤكد عدم امكانية الشخص على الالمام في العلوم عندما يولد.
التعليقات