عندما تدخل إلى مجموعات القراءة، سائلا عن الكتب التي عليها إقبال، ستجد أسماء كثيرة تردد بين تعليق وآخر.

مما يدل على أن الأشخاص الذين يقرؤون لا يهتمون بقراءة الغريب والمختلف، بل يقرؤون الكتب التي نالت إعجاب عدد كبير من القراء.

فإذا قرأ شخص ما كتب ووجد عدد كبير من الناس قرؤوا نفس الكتب، هنا يبدأ نقاش فريد من نوعه، حيث الكل يدلي بدلوه عن الكتاب.

ارتأيتُ أن أناقش المقولة هذه إذا كنت تقرأ فقط الكتب التي يقرأها الجميع؛ فستفكر فقط كما يفكّر الجميع.. بطريقة عقلانية..

فأنا أرى أن الناس تتفاوت في التفكير والفهم، فبعض الأشخاص حينما يقرؤون كتابًا لأول مرة سوف يفهم شيء معين، وإذا أعاد القراءة مرة أخرى سوف يكتشف أنه قد فاته الكثير!

وقد حدث معي هذا الأمر.. حيث قرأت وأخي نفس الكتاب، قام هو بكتابة بعض النقاط التي أعجبته، وشعر أنها حكم، بينما قرأت أنا الكتاب ولم أرى أي حكمة فيه!

وعندما أرسل لي الملف على البريد الإلكتروني، شعرت وكأني لم أمر على هذه النقاط، وكأنني أول مرة أراها!

وهنا إكتشفت أن الناس متفاوتون في الإهتمام، وفي الفهم، فقد تقرأ أنت وعشرة نفس الكتاب لكن لن تتجه إلى نفس التفكير.

لكن هل إذا قرأ الشخص نفس الكتب سوف يفكر مثلمًا يفكر الآخرين؟ 

أعتقد أن هذه النقطة أيضًا ليست صحيحة من وجهة نظري، فمثلا في الدراسة الجامعية نقرأ الكتب ذاتها، ولكن لا يتغير التفكير، ولا يفكر الجميع بنفس الطريقة.

قليل من الأشخاص الذين يتأثرون بمحتوى الكتب، ويفكرون بها، ثمة أشخاص يقرؤون للتسلية، وليس لتغيير الفكر.

حسنا سأعود للسؤال مرة أخرى.. هل يتوجب على الشخص أن يقرأ ما لا يقرأه الجميع؟ 

علما أن بعض الكتب التي يتفق على جمالها من الجميع، قد لا تكون بالمستوى الجيد بالنسبة للقارئ المتمكن الذي جال وصال بين الكتب، وعرف قويها وضعيفها.

السؤال لكم أحبتي.. هل تتفقون مع المقولة: 

إذا كنت تقرأ فقط الكتب التي يقرأها الجميع؛ فستفكر فقط كما يفكّر الجميع؟ أم ضدها؟