لماذا من السهل أن تكون رفيعًا في اليابان؟

مساهمة ممتعة يا أسماء!

في الحقيقة عندما سافرت آسيا وبالتحديد إندونيسيا وماليزيا وتايلاند والصين لاحظت تعدد البدائل الصحية في المحال التجارية واعتمادهم على الأرز بأنواعه بدلاً من الخبز وهذا الأمر له دور كبير برأيي.

ولكن الأمر ليس بهذه البساطة فالعقلية الأسيوية مختلفة فهم يعملون حتى سن متأخرة ويلعبون الرياضة باستمرار ولديهم العديد من العادات الصحية التي لا نهتم بها في وطننا العربي ولذلك فاستيراد نظامهم الغذائي وحده لن يكون كافي بل نحتاج للبرنامج الكامل بما فيه من ممارسة الرياضة والاهتمام بالصحة العامة وتغيير طريقة التفكير.

معلومات جميلة جدًا أسماء

بكل بساطة الأمر يرجع إلى المنظومة الصحية المتكاملة. يعتقد كثير من الناس أن مهنة الطب تقتصر على علاج المرض

لكن في الحقيقة الطب يبدأ قبل حدوث المرض، فمنع حدوث الأمراض انتصار عظيم للنظام الصحي وهذا ما يحدث في اليابان

أكلات صحية وسعرات قليلة مشروبات رائعة ومفيدة .. كل ذلك يوفر بيئة مناسبة للعمل ودفع عجلة الإنتاج.

لا يمكننا استيراد نظامهم الصحي لأنه بكل بساطة لا نستطيع استخدام الموارد بصورة صحيحة. هذا بفرض إمكانية وجود الإمكانيات التي عندهم.

مع ذلك. لو أردنا ذلك تفوقنا عليهم كما كان يحدث في الماضي.

ويبقى السؤال: إلى متى سنظل هكذا؟ ومن المستفيد من تردي الوضع الصحي في بلادنا؟

لماذا لا نستورد نظامهم الصحي أيضَا؟

لأنه بإختصار لا أحد سوف يطبقه، كنا نتناقش خلال الفترة الماضية، وتحديداً أثناء عيد الأضحى عن خطورة أكل لحوم الأضاحي بعد الذبح مباشرةً، والتحذيرات الكثيرة التي تقال بهذا الشأن، ولا أحد يستجيب. قامت الدولة المصرية بطبع تحذيرات وصور مخيفة ومقززة على علب السجائر، لتحد من إستهلاكها، ولا أحد يستجيب أيضاً. وقامت بإطلاق حملات ومبادرات للتوعية بمرض السمنة، وخطورته على صحة المواطنين، ولا أحد يبالي.

الفكرة ليست في نوعية المعروض من الطعام والشراب، إنما في عقلية وثقافة المستهلكين، المصنعين والتجار إن وجدوا إقبال وتجاوب من الناس للأكلات الصحية، لكانوا أغرقوا الأسواق بها.

لماذا نستورد من اليابان الأجهزة فقط؟ لماذا لا نستورد نظامهم الصحي أيضَا؟

فرق ثقافات يا مريم، يمكن لأي منا تطبيق نظام صحي في حياته ولكن أغلب الأشخاص لا يفعلون ذلك لأنّ تفكيرهم في حد ذاته غير صحي، أعطيكي مثال، في مجتمعي يُنظر للأكل الصحي الخالي من الدسم والسكريات على أنه أكل للمرضى، وينظر للرجال الذين لا يملكون بطون منتفخة أمامهم على أنهم لا يأكلون بشكل جيد لأنهم يعانون مشاكل مالية.

وفي المقابل لا يتم الاهتمام بالرياضة أو المشي إلاّ من فئة الشباب، ومع وعي الجميع بأنّ سلوكهم الغدائي الغير مسؤول ذلك هو السبب الأول في انتشار أمراض السكر والكوليسترول والقلب إلاّ أنهم يواصلون نظامهم السيئ، أتذكر أنني أخبرت أكثر من شخص ضرورة تقليل الأكل الغير صحي الذي يتناولونه لأنه مضر بصحتهم وبأنه قد يقضي على حياتهم في سن أبكر، لكن أغلب الاجابات كانت " دعيني أتمتع، أخرتها موت( يعني سأموت في جميع الاحوال)" وهي عبارة مشهورة في المجتمع لتبرير مثل هذه التصرفات.

تعدد الخيارات من الأشياء التي دعمت النظام الصحي كما تم الذكر، و ربما مع قلة الخيارات في المجتمع يصبح الحفاظ على النظام الصحي أمرًا صعبًا، إلا أن هناك مجموعة من الأفراد التي تستطيع الحفاظ عبر أخذ الطعام من المنزل خلال يومهم كأن يذهب المرء إلى عمله ومعه الطعام اليومي من المنزل.

اعتقد أن فكرة النظام الصحي في اليابان قد لا تتماشى مع أفراد المجتمع، ونحن بحاجة إلى السعي نحو تغيير العقلية والفكر بجانب النظام الصحي أملًا في التقدم والرُقي.

وهذا يجعلني اتساءل: لماذا نستورد من اليابان الأجهزة فقط؟ لماذا لا نستورد نظامهم الصحي أيضَا؟

هناك الكثير في اعتقادي مايجب ان يستفاد منه في التجربة اليابانية والثقافة اليابانية في مجالات كثيرة منها على سبيل المثال لاحصر:

1- كايزن

2- أوموتيناشي

3- نيهون نو بيغاكو