لطالما كان تاريخ الدول و الامم و الحضارات موضع جدل و نقاش كبير في عدة مواضيع ذات طابع سياسي و اجتماعي و ثقافي..
ماهي الادوات التي في رأيك تمكننا من معرفة تاريخنا الحقيقي دون تشويه او تزيف؟
ماهي الادوات التي في رأيك تمكننا من معرفة تاريخنا الحقيقي دون تشويه او تزيف؟
من الصعب أن نعرف حقيقة التاريخ القديم، فما كُتب ووصل إلينا يُقال أنه الحقيقة، على الرغم أنني أشك في هذا الأمر.
فأشعر أن تلك الكتب إنما كُتبت وفقًا لما أرادته السُلطة في تلك الأوقات
أما تاريخنا الحاضر وعلى الرغم من محاولة تزويره، إلا أن وجود الإنترنت جعلنا نوثقه على حقيقته، لربما تأتي الأجيال القادمة وتقرأ كلماتنا.
التاريخ يكتب من قبل المنتصرين والأحداث تروى من وجهة نظرهم، نحن نرى ما يريدونه فقط.
الحصول على معلومات صحيحة كليا غير ممكن، لكنك تستطيع قراءة كلام المؤرخين ومقارنته مع بعضه البعض ومع ما يذكره التاريخ عن أحداث. حاول أن تقرأ كتبا من مختلف التيارات ومن مختلف التوجهات، لا تحد ما تقرؤه في ايديولوجية معينة، حتى تتمكن من بناء نظرتك الخاصة.
برأيي التاريخ ليس مزورا او مزيفا، ولكن غير مكتمل، دائما الصورة تصلنا غير كاملة، تخيل دولة احتلت دولة، كل طرف سيكتب التاريخ من وجهة نظره دون حيادية، ستروي الأولى بطولاتها في التصدي للعدو والثانية ستروي قصتها بالكفاح المتواصل وانتصاراها بالحروب، بالنهاية بالتاريخ الكاتب لن يرى أن دولته متعدية ولكن سيسجلها بطولة وإنجازات.
وقس على ذلك كل الأحداث، الثورات وغيرها كل يكتب التاريخ من وجهة نظره وليس من الواقع.
ربما اختلف الوضع الآن فأصبح متاح التسجيل صوتا وصورة ورغم إمكانية تزييف ذلك ايضا لكن على الأقل ستقل النسبة بشكل أكبر.
ولكي دائما يستطيع القارىء برأيي أن يصل لأكبر قدر ممكن من المعلومات الصحيحة أن يقرأ نفس الفترة التاريخية للطرفين المشتركين بالأحداث.
كان لدي أمل في أن تنكشف حقيقة التاريخ، لكني كنت مراهقًا، الحقيقة في قاع البئر، لن تظهر الحقيقة، وإن ظهرت فلن يعرفها احد، إن التاريخ يُزور أمام الأعين، لقد رأيت هذا بعيني، الأحداث تُزور وتشوه بعنجهية، ثم تقر الجماهير بها وتقبلها، لأن الجماهير متخاذلة عن التحقق من الأمور، يريدون أن تٌقدم لهم الإجابات على طبق من فضة فيصفقون لها ويمرحون، ليس هناك شيء يسمى التاريخ، لكن يمكن أن نسميه "ما كتبه الإنسان".
التعليقات