قرأتُ منشورا لامرأة في (صفحة خدمتي) تقول فيه بأنّها تعدّ بكلاوة بالعسل والسّمن الطّبيعيّين، تواصلتُ معها لأنّ السّعر جيّد جدّا ولأنّ مكانها قريب منّي، ردّتْ عليّ في الخاص (كلّم بابا وهذا رقمه) أشعرتْني بأنّي جئتُ خاطباً لا مشترياً.

بالطّبع لم أتّصل بوالدها وأضع نفسي في موقف: "ألو عمّي بنشري بكلاوة من بنتك" ولذلك تجاهلتُ الأمر، بعد يومين أرسلتْ إليَّ: "هذا رقم مسؤول المبيعات"

لم أُعرْ اهتماماً للرّسالة وشككتُ في أنّه هو نفسه (بابا) ولكن بطريقة دبلوماسيّة، في اليوم التّالي أرسلتْ إليَّ: "بما أنّك قريب وشكلك تبي تتعامل معاي ديما شن رايك نبعتلك طرف مجّاناً كتجربة، وخلّيلي رقمك نعطيه للمندوب وبالمرّة كلمه على طلبيتك الجايّة"

وافقتُ لعدّة أسباب، أوّلا السّعر هو الأقلّ، والتّجربة مجّانيّة فلِمَ لا، وثانياً أحسستُ بأنّ المسكينة تريد أن تكوّن مشروعاً، وتائهة وليس لها آليّة معيّنة، وبأنّها ترغب في أن تثبت نفسها خاصّة عند إصرارها وشبه استجدائها للزّبائن، فقلتُ لا بأس من تشجيعها.

فعلا وصلتْني قطعة البكلاوة اليوم ملفوفة في ورق الألومنيوم (السّيلفر) وشكلها يفتقد إلىرونق وإغراء البكلاوة الطرابلسيّة، ومن الواضح أنّها ليست بالسّمن الطّبيعيّ.

وكما هو معلوم فإنّ السّمن الطّبيعي أو ما يسمّى بالعربيّ أو البلديّ أو الحيوانيّ يمكن تمييزه بسهولة من رائحته ومذاقه المُميّز عن السّمن الصناعيّ أو النّباتي الذي هو عبارة عن زيوت نباتيّة تمّتْ هدرجتها حتّى أصبحتْ صلبة مشبّعة وهو سمن غير صحّي وله أضراره.

لم آكلها لأنّ خوارزميّات مثل (كلّم بابا، منظر البكلاوة، طريقة وصولها إليَّ) لم تكن مريحة وكأنّه شغل بسبوسة (سحر) في صورة بكلاوة^^

الخُلاصة: إذا ما بدأ المرءُ عملا ما وأراد من الله الفتح والرّزق-عليه أن يُخلص في عمله ويَصدق فيه مع ربّه والنّاس ثمّ يُديره بشكل منظّم ومرتّب حتّى يضمن نجاحه واستمراريّته.

كتبه ذرار شرع الله