هل ترجع لأباك و أمك في قراراتك؟ من تستشير عادة؟

ارجع لعائلتي في الكثير من الامور وهذا شيء فطري وطبيعي ولكن احياناً والدتي لا تفهمني فتجرحني بهذا ولكن ذلك لا يمنع من ان اعاود سؤالها بل قد اضغط عليها لاقنعها بوجهة نظري مع اني كبيرة وهي لاتقيدني في كثير من الامور ولكنني مازلت اجادلها محاولة ان نتفق معنوياً او ان هذا امر حفر في نفسيتي

ولا انكر اني اجرحها احياناً ايضاً لما تحاول ان تمنعني من شيء بالاكراه واقول لها انا كبيرة

ظنا منها أن لا سلطة عليها فتفقد رويدا رويدا أنوثتها

مالعلاقة بين سقوط السلطة الابويه وفقدان الانوثة؟

تنبع سلطة الآباء والأمهات على أطفالهم من التزامهم بالعناية بهم وهم في حالة الطفولة غير الناضجة. حينها يقوم كلا الوالدين بتربية أبنائهما بكل حب وبكل امتنان وبكل اهتمام أيضا، يعلموهم الحياة ويصقلون عقولهم ويتحكمون في أفعالهم وينمون مهاراتهم ويصبرون على ذلك صبرا كبيرا لا يعرفه إلا الأباء والأمهات. كل هذه السنوات في العمل الأبوي الشاق انتظارا لسنوات العقل والنضج التي يمكن فيها للأبناء أن يتحملوا مسئولية أنفسهم ويتخذون لذلك القرارات اللازمة.

السلطة الأبوية ليست تعسفية، فهما بمثابة أوصياء على أطفالهم ؛ وهكذا عندما يتخلون عن أطفالهم فهم يتخلون عن المودة الأبوية ، وبهذه الطريقة تكون السلطة الأبوية التزامًا أكثر من كونها سلطة فعلية على الأطفال ؛ ولذلك ، فإن واجب الأطفال في تكريم الأب والأم هو التزام دائم وغير منقوص لا يمكن لأي شيء إلغاءه أو تقليله.

وكما نعلم جميعا كيف كان الحال في العصور الأولى من العالم، عندما كانت العائلات تعيش متجمعة ، كان الأب الكبير أميرًا لعائلته ، وحاكمًا وسيدًا لها. ليس فقط على الأطفال في سنواتهم الأولى ، ولكن حتى بعد أن يبلغ هؤلاء الأطفال سن الحرية والنضج.

ولذا فأنا أؤيد سلوك أن يستشير المرء أمه واباه في كل كبيرة وصغيرة، طوال حياتهم، ليس إجبارا ولا قهرا ولكن لأنه لن يجد في هذا العالم من يحبه ويتمنى له الخير مثلهما.

بالنسبة لسؤالك في المساهمة فهو يرتبط بالاستقلالية المالية أيضاً (وطبعاً هذا الأمر ليس بقاعدة ثابثة) فعندما يصبح الإبن أو الإبنة في سن الرشد + مستقلين مالياً ستصبح لديهم مسؤولية أكبر عن قراراتهم  وتصرفاهم ولن يرجعوا في كل شيء للآباء.

بالنسبة لي يعتمد هذا على نوع القرار الذي سأتخده ومدى تأثيره عليهم، ففي حال أردت شراء هاتف مثلا سأعلم فقط بذلك ولا يأتي بطريقة أنتظر فيها الموافقة، وفي حال أردت الدراسة في جامعة في مدينة أخرى سأنتظر الموافقة.

و هذا بهدف تحقيق رضا الوالدين، فحسب تجربتي في هذه المواضيع وصلت لنتيجة أنه من الأفضل أن أسأل والدتي، فتجاربي في غير ذلك كانت سيئة، أتذكر أنني اشتريت هاتف ولابتوب دون موافقتها ففسد الإثنين في أول شهر لهذا لا أرغب بالمخاطرة مجددا.

ملاحظة:

لا أجد علاقة أو داعي لارفاقك لصورة الفتاة آخر المساهمة، والوصول إلى درجة الحرية المطلقة لا يؤدي بالضرورة إلى النتيجة التي ذكرتها وأحيانا العكس هو ما يؤدي لذلك.

أتفق معك في هده النقطة حيث ان الافل هم القاعدة الاساسية

التي تبني عليهما هياتك وتختار حسبهما قراراتك

فهم كالمعيار الثابت ما دمت تحت معاييرهم فأنت في السليم

كما نقول

لا. لا أستشيرهما. استشرتهما في أشياء و ندمت. هما لهما تجارب معينة لكن الزمن يتغير. هما مثلاً لم يكمل أحداً منهما تعليمه المدرسي، من هنا نجد استشارتهما في شؤون التعليم لا فائدة منه، هذا غير أن تجربة التعليم تختلف من شخص لآخر.

لا اعلم بالتحديد متى ظهرت هذه الحركات النسويّة التي نادت إلى إسقاط السلطة الأبوية

ألا يملك الأب حقًا في أن يكون مسؤولًا عمّا أنجبه؟

لا انكر أن بعض الآباء أخذوا مفهوم السلطة على الأبناء إلى درجة التسلّط والتحكّم، لكن ذلك لا يعني أن نُنادي بإسقاط حق الأب في الوصاية!

أنا متزوّجة الآن، وبالرغم من أن قراراتي أصبحت ذاتية والأقرب أن أشاور بها زوجي، لكن لا يزال والدي هو أوّل من أشاوره في كافة ما أصنع، وأعود إليه في قراراتي كونه الأكبر وصاحب جربة في الحياة ولديه بعد نظر أكثر مما أملك!

لم أنظر لوالدي يومًا أنه منع عني حريتي أو قيّدني رغم أنني لم أكن أتحرّك بحريتي عندما لا زلت في بيت عائلتي، وكان له شخصية حاسمة في الكثير من المواضيع، لكن لم يُشعرني يومًا أنه متسلّط، فحتى القرارات التي كانت ضد رغتي، كنت أستشعر أنه يخاف علي وأنه في النهاية يُفكّر بسعادتي ومصلحتي.

لم تكن يومًا السلطة الأبوية عائقًا للتقدّم أو الحرية، وأجد ما نادى بإسقاطها مجموعة ترغب أن تسير"على حِلّ شعرها" كما يقول المصريون!

ألا يُمكن أن تنال المرأة حريّتها بوجود الأب والوصي؟ وما هي الحريات التي تدعو إليها بعض هؤلاء النسوة بالضبط والتي ترى أن الأب وسلطته عائق أمامها؟