أدير جمعية تعنى برعاية الأطفال فاقدي السند ،قبل فترة إلتقيت بإمرأة لديها أربع يتامى ،سلمت علي وسط حديثتا حدثتني عن أخيها الذي يعمل كاتب عام لجامعة لكنه لا يعطيها حتى سنت ،في حديثها كانت تشكر المتبرعين الذين جنبوها ذل السؤال،أتجنب الظهور في مقر الجمعية فالحالات التي تأتي صعبة جدا و تسبب الإكتىآب كما أن الأطفال فاقدي السند يتعلقون بسرعة بأي شخص يلاطفهم لذلك يعرف الشباب و البنات كيفية التعامل معهم ...قبل شهرين إتصلت بي شريكتي لديها أختها تعمل ممرضة وهناك إمرأتين لديهن خمسة أيتام إحداهن تكفل إثنين و الأخرى ثلاثة وحالتهن صعبة جدا لكن المنطقة التي ينتمون إليها لا توجد فيها ثقافة التطوع و البذل و العطاء فالمنطقة هي مصدر الخادمات في تونس فالآباء يبيعون إحدى بناتهن لتخدم في العاصمة ،عملية بيع حرفيا فهناك سماسرة لجلب الفتيات الصغيرات قبل أن تبلغ حتى تربيها مشغلتها على يديها ،جمعيتنا صغيرة ولا تنشط سوى في ثلاث أماكن ،حاولت أن أجد لهن حلا لكن عجزت في النهاية و تركت الأمر للمستقبل فقد نفتح فرعا هناك مستقبلا...

طبعا التطوع هو ثقافة في حد ذاته يجب غرسها في النشئ عن طريق الكشافة و الأسرة ففي الماضي كنا نتطوع لنساعد جيراننا في بناء المنزل يوم الصبة أي وضع الخرسانة كذلك التويزة وهي كلمة أمازيغية تعني تجمع النسوة لغزل الصوف مع بعضهن و العرافة بدون شدة فوق الراء ،حيث يجتمع الجيران لحصاد محصول جار كل مرة ،التطوع يزيد في تماسك المجتمع و يلغي الحقد الطبقي ،كما يساهم في الحد من الجريمة المنظمة ففي جمعية اليتامى ننشط داخل مراكز رعاية الطفولة و قرى الأطفال التي تمثل فرصة للشواذ و مغتصبي الأطفال لإستغلال الوضع وتواجد المتطوعين في أنشطة جانبية يجعلهم ينقصون من إعتدائهم على الاطفال بالضرب أو كل أنواع الإستغلال...أما على الجانب النفسي فللتطوع عدة إيجابيات فهو يشعرك بقيمتك كفرد داخل المجتمع و أنك مفيد و يملأ الفراغ و يجعلك شخصا إيجابيا ،بخلاف شبكة العلاقات التي تجنيها من خلال التعرف على عدد من الناس و حرية الولوج لإدارات و أماكن لا يمكنك الدخول إليها عادة ...

هل تمارس نشاط تطوعي؟