الإفراط في التفكير في أي شيء بشكل عام يُسبب مشاكل سواء على الصعيد النفسي أو الجسدي، فما النتائج المتوقعة للتفكير الزائد حينما يكون في أمور خارج دائرة تأثيرنا تماما؟

سبب

الإفراط في التفكير فيما هو خارج منطقة تأثيرنا تماما، والتغافل عن دوائر تأثيرنا المباشرة ما هو إلا حيلة يخدع بها العقل نفسه، فمن الصعب أن تستسلم لفكرة التقصير وأنك مُتهاون، أو تقول لنفسك بمنتهى الوضوح: أنك مقصر في واجباتك ولا تقوم بأبسط المهام المطلوبة منك. لا يبدو منطقيا، أليس كذلك؟

حيلة

في المقابل تهرب من هذه المواجهة بحيلة ذكية ألا وهي - البكاء على اللبن المسكوب - ، لتنخرط في التفكير عن مسائل أصبحت خارج دائرة تأثيرك رغم أنك لا تؤدي المهام الواجبة عليك! القاعدة تقول: " إن كنت ترغب في تغيير العالم فلتبدأ بتغيير نفسك أولا "

على سبيل المثال: خلال فترة ما قبل الإمتحانات، تكون المهمة الأساسية المطلوبة هي المذاكرة والاستعداد للإمتحانات، لكن بحيلة بسيطة نبدأ في البحث عن دورات تدريبية لتطوير الذات، أو دورات لتعلم اللغات،.. مع كتابة قائمة من المهام المؤجلة؛ لأن الوقت لا يسمح بالقيام بها - إنجاز وهمي - لنتغاضى به عن مهمة الوقت الحالي - الإمتحانات - دون الشعور بالتقصير.

لتصبح المعادلة عبارة عن: رغبة الإنسان في أمور غير قابلة للتطبيق، إذا عدم الإنجاز مشكلة خارجة عن إرادته فهو " غير مقصر " ونستمر أسرى لهذه الحلقة المُفرغة..

الخلاصة: رغبتنا في التغيير أو تحسين الواقع مطلوبة بلا شك، لكن من خلال أشياء مُتاحة وتقدر توفرها وتُوجدها،

لكن رغبتنا في التغيير دون أي بذل لأجل تحقيقه هو أول خطوة من خطوات كثيرة نخدع بها أنفسنا ليس إلا.

ماذا عن الحل؟!

رغم أن الهروب قد يوفر لنا التخلص من ألم الجهد المطلوب لأداء المهام وإنجازها، لكنه سيخدم الكسل واستسلامنا لمساحة اللاشيء لوقت أطول.. والاستمرار تحت سطوة الأفكار التعجيزية دون تحقيق إنجازات حقيقية.

ليبقى السؤال: كيف لنا أن نعزز جهودنا نحو دوائر تأثيرنا المباشرة، ونحمي أنفسنا من الوقوع أسرى للتفكير المفرط؟!