الدخل العالي يجلب الرفاهية و ليس السعادة الحقيقية ، اذن ما الذي يجلب السعادة ؟

إذا كنا سوف نربط بين المال والسعادة أو الرفاهية والسعادة... فيوجد الكثير من الأشخاص الذين يقولون أن المال لا يشتري السعادة، ولكن من ناحية المنطق أو بشكل عام، جملة المال لا يشتري السعادة وحدها لا تعني الكثير... حيث أنّ المال لا يُمكن أنّ يُساعدك في الحصول على الأصدقاء، ولا يُمكنه أن يساعدك في العثور على زوجة أو زوج، لا يُمكنك أنّ تشتري طريقة تجعلك تحصلين على جسد رياضي أو أفضل... لذلك القول الصحيح أو النقاش الصحيح بحسب رأيي هو مالذي قد يحدث عندما لا يوجد لدينا المال؟

• عندما يكون الشخص غارق في الديون؟

• عندما يكون الشخص من العاطلين عن العمل؟

• عندما لا يُمكننا إعطاء عائلتنا ما يحتاجون؟

في هذه الحالة يُمكننا رؤية المال من زاوية مُختلفة تمامًا، وهي زاوية أنّ المال مهم بجنون في حياتنا العملية حيث أنّه لا يُمكن العيش في هذا العالم بدون مال... حيث أنّ المال قد يجعلك ترفضين الكثير من الفرص لأنّك لا تستطيعين تحمل تكاليفها.. وعدم وجوده يحد من حياتك بشكل عام... لذلك المال لا يشتري السعادة، وكذلك الفقر أيضًا... حيث أنّ جني المال هو الذي يسوقنا، وهذا هو السبب في أنّنا ننهض كل يوم ونذهب إلى وظائفنا أو نعمل من البيت كسمتقلين

أنا احب الاشياء التي يُمكن أنّ يشتريها المال مثل منزل جميل، تعليم جيد، طعام صحي... المال في حياتنا بشكل عام مهم تمامًا كالأكسجين الذي نقوم بتنفسه

لذلك الخلاصة المال يشتري لك الأساسيات، والأدوات الخاصة بك بالإضافة إلى مستقبلك لذلك قد نقول أنّ المال عامل من عوامل السعادة... والسعادة لها الكثير من العوامل

المال وسيلة وليس غاية

بالنسبة للفقير، الوسيلة غير متوفرة فلايكون سعيد لانه لن يصل الى السعادة بتلبية احتياجاته الثانوية وربما حتى الضرورية

اما الغني التعيس فهو جعل المال غاية وليس وسيلة فضيع على نفسه كل مايمكنه فعله بماله.

السعادة الحقيقية هي بوجود من تحبهم حولك بدون فقد ، دون اهمال جانب المال وأهميته للاستمتاع والرفاهية لكنه وحده لا يكفي ..

على سبيل المثال سمعت منذ قليل هذا الخبر

"انتحار الملياردير الإيطالي من اعلى احد الفنادق التي يملكها في وسط روما بعدما توفيت عائلته بأكملها بسبب فيروس كورونا"

وهذا يثبت أن المال وحده لا يجلب السعادة ..

"السعادة ليست شيء يمكنك ان تجده، او تكتسبه، او تحققه مباشرة، عليك ان تهيىء الشروط الصحيحة ثم تنتظر، بعض هذه الشروط هي في داخلك، مثل الترابط بين اجزاء ومستويات شخصيتك، بعض الشروط الأخرى تتطلب علاقات باشياء تتجاوزك: مثلما تحتاج النباتات للشمس، والمياة، والتربة الجيدة، لتزدهر، فكذلك يحتاج الناس الى الحب،والعمل،والاتصال بشيء اكبر، وحري بك ان تسعى للحصول على العلاقات الصحيحة بينك وبين الاخرين، وبينك وبين عملك، وبينك وبين الشيء الأكبر من نفسك، فإذا حققت هذه العلاقات على وجهها الصحيح، فسوف يبرز لديك شعور بالهدف والمعنى.”

الغريب رأي شوارزنيجر، فبالطبع لن يكون هناك فرقا في السعادة بين امتلاكي هذين الرقمين المتقاربين.

لكن ماذا عن الفرق في الشعور بالسعادة عند امتلاكه ٥٠ مليون دولار وكمية السعادة وهو يمتلك ١٠ ملايين مثلا.

إن كانت بنفس المقدار ربما أصدقه.

لكن ما رأيك في بيل غيتس ما أن يلبس أن يجمع المال حتى يتبرع به للأعمال الخيرية. ماذا عن شعوره بالسعادة. وهو يقرر التبرع ب ١٠٠ مليون دولار لمواجهة الكورونا.

فالسعادة في جمع المال أم في القدرة على تقديم المساعدة والدعم للآخرين.

و كما تظهر جميع الابحاث و الدراسات فان الرفاهية المقرونة بالسعادة الحقيقية لا تتحقق مع قدرتك على شراء الأشياء و اشباع الرغبات بل قدرتك على الحصول على الحب و الرعاية و الاهتمام و ما تحتاجه من تحقيق للذات اجتماعيا

لكن أصبح مقياس الرفاهية الآن بين البشر هو القدرة على تملك العديد من السيارات والقصور وامتلاك طائرة خاصة، والتوهم بأنك الآن ستنال احترام الآخرين وتقديرهم بما تملكه من أرقام، وهذا الشعور برأيي ليس إلا رد فعل للحرمان والفقر والذي غالبا ما يكون سببا في هلاك صاحبه.

أرسطو قال أن السعادة تعتمد علينا، وقال كونفوشيوس أن للسعادة رافدان أزليان الطيبة والبساطة، وقال تشارلز سيورجون: السعادة ليست بمقدار ما نملك من الأشياء، بل بمقدار ما نستمتع به في حياتنا بما نملكه، فهذه هي السعادة الحقيقية، وهذا من أكثر الأقوال بالنسبة لي حقيقةً