بحسب معلوماتك كيف تم تنظيم كل شيء في الكون بحسب نظرية التطور.

فكما نعلم الحيوانات والنباتات والإنسان يملكون أجهزة مختلفة للحياة.

مثلا كيف تم بحسب نظرية التطور جعل العين ترى الأشياء، أي أن تستخدم النور الذي هو في أصل كان مجرد حرارة قادمة من النجوم كالشمس بسبب الإحتراق الهائل فيها وبكل ذكاء تم إستخدام هذه الطاقة لجعلنا نرى من خلال ربط طاقة خفية بفعل النظر الذي هو في الأساس فكرة عبقرية!

ومن خلال الدماغ الذي يحول النور إلى إشارات كهربائية نرى من خلال وعينا أي أننا لا نميز بين الوعي وعملية الرؤية فنحن ببساطة نرى (أنظر إلى أي شيء أمامك وجرب التفكير بالنظر كيف يتم، لن تستطيع فصل فعل الرؤية عن وعيك لأنه جزء منه)

الوعي الذي أيضا تكون بطريقة ما وما زلنا لا نفهمه بشكل كبير.

كذلك ما الذي جعل الأذن تلتقط الأصوات من خلال إنتقالها في الهواء والأشياء كموجات ثم يتم تحليلها في الدماغ بل وتؤثر على وعينا كذلك وعلى تفكيرنا.

أيضا ما الذي صنع الجهاز العصبي, وكيف يفسر التطور أن هذا الجهاز يعرف حقيقة أن النار تدمر خلايا الجسم وتعرضه للزوال لذلك عند لمس أي شيء ساخن ننفر منه بشكل واعي أو غير واعي في حال كان حارا جدا.

أو كيف نتألم من الجراح والضربات التي قد تسبب للجسم أمراض قاتلة أو نزيف قد يقتل الكائن الحي، فنتجنب ذلك لاحقا.

ففي حال تعرض الكائن الحي في قديم الزمن للطعن وتأذى الجسم كيف لجسمه أن يعرف أنه تضرر أساسا بدون جهاز عصبي وأن تكوين جهاز عصبي بالغ التعقيد على فترة طويلة سيقوم بحمايته؟

ولو أن الجهاز العصبي ظهر مع ظهور الكائن الحي، كيف له وبدون إختبار ملايين الأنواع من الأضرار كالحرق والجروح والمرض والسموم وغيرها، من تكوين جهاز حماية عالي الكفاءة يضمن إستمرار تكاثر هذا الكائن من البداية وبدون وجود ذكاء خارجي يعرف أركان الطبيعة الخارجية للكائن بدون تجربة؟

كذلك الأمر بالنسبة للجهاز الهضمي، وعلاقته أيضا بالجهاز العصبي والمناعي وغيرها. كلها أنظمة معقدة، متداخلة ومترابطة بشكل رائع لهدف واحد هو إستمرارية الكائن الحي على هذه الأرض.

فكيف ظهرت الأظافر لدينا ولدى الحيوانات المفترسة؟ كيف عرفت الخلية أننا سنحتاجها لقتل الأعداء أو إستخدامها في أعمال أخرى؟

كيف عرفت الخلية أن التراب والغبار يؤذي العين فقررت تصميم الرموش حيث أنها ليست شيئا للجمال بل أحد مقومات البقاء خصوصا في الصحراء.

كيف عرفت الخلية أن على اللسان أن لا يكون مجرد وسيلة للأكل بل للتذوق وتمييز الأطعمة الحلوة والمرة.

وكيف للأنف أن يستقبل الروائح ويقوم الدماغ بتحليلها. وكيف أن معظم الروائح العطرة تخرج من ما يراه الدماغ جميلا كالأزهار والفواكه والأطعمة الشهية و العكس صحيح فالروائح الكريهة تأتي معظم الوقت من أشياء بشعة كالأطعمة العفنة والغائط.

بعيدا عن الكون الشاسع، حيث يمكن للصدفة أن تلعب دورها في ترتيب أماكن النجوم والكواكب، دعونا ننظر في أنفسنا، في أصغر التفاصيل وأكبرها، ومن هنا نبدأ بالنقاش.