لو عرض عليك الانضمام لكتابة عمل إبداعي ضمن ورشة كتابة حيث تشارك الكتابة مع كتاب أخرين، توافق أم ترفض ولماذا؟

أرى أن الأمر يختلف على حسب حجم العمل نفسه، فإذا كان من الأعمال الضخمة مثل المسلسلات والأفلام فالأفضل بالنسبة لي هو العمل ضمن فريق أو مجموعة من الكتاب المبدعين، وهذا في حد ذاته يساعد على تعزيز قصة العمل والنظر إليه من جوانب متعددة، أما في حالة الأعمال الأدبية الصغيرة أحب أن أقوم بها بشكل منفرد لمنع التشتت وضمان توافق أجزاء النص مع بعضها بشكل جيد، كما أميل إلى العمل بشكل منفرد لأتمكن من العمل في أي وقت بالطريقة التي تناسبني وتزداد حينها قدرتي على الإبداع.

أفضّل الكتابة بشكل منفرد عند العمل على الأعمال الإبداعية، لأنها تمنحني حرية التعبير الكاملة والتواصل المباشر مع أفكاري. الكتابة المنفردة تتيح لي الانغماس في عالمي الخاص، حيث أستطيع تطوير الشخصيات والحبكة بشكل يتماشى تمامًا مع رؤيتي الشخصية دون التأثر بآراء متعددة قد تُشتت المسار.

من جهة أخرى، الكتابة الجماعية قد تحمل بعض السلبيات. في ورش الكتابة، تعدد الآراء قد يؤدي إلى تشتيت الفكرة الأساسية أو إدخال تناقضات غير مقصودة بين الشخصيات أو الأحداث. قد يشعر الكاتب أحيانًا أنه لا يستطيع التعبير عن أسلوبه بالكامل، بسبب الالتزام بأفكار أو رؤية الفريق. كما أن التنسيق المستمر بين أعضاء المجموعة قد يؤدي إلى بطء العملية الإبداعية، حيث يتعين على الجميع الوصول إلى توافق، مما قد يُفقد النص جزءًا من العفوية التي تتميز بها الكتابة المنفردة.

في النهاية، الكتابة الإبداعية تحتاج إلى صوت فردي مميز، والكتابة المنفردة تتيح لهذا الصوت أن يكون حاضرًا بوضوح وبدون تنازلات. والدليل على ذلك أن أغلبنا لم يسمع عن فريق كتابة مشهور، ولكن بالطبع نسمع عن كتّاب كثر مشهورين.

عن نفسي لو هناك أي فرصة لذلك فلن أتردد في استغلالها، فهذه التجارب تخلق تنوع وتفتح آفاق لم نكن ندري بها؛ وذلك بفضل تنوع الخبرات ووجهات النظر وحتى المستوى والثقافة والقدرة الإبداعية، وهذا من شأنه أن يطورني بشكل غير مباشر، ويفتح لي طرق لعلاقات عديدة من شأنها أن توسع بيئة عملي وتخدم ما أسعى إليه.

أحب العمل ضمن مجموعة؛ لذا إذا وجدت فرصة للمشاركة بعمل جماعي فلن أتردد، لكن هذا يعتمد على نوع المشروع وصاحب المشروع وقدرته على إدارة فريق العمل وتوزيع المهام بفعالية، وأن تكون الرؤية النهائية للمشروع واضحة.

شاركت بالفعل في ذلك مع بعض الشباب في كتابة مسرحيات لقصور الثقافة بمصر، وكانت التجربة ناجحة ومؤثرة للغاية، ونجحت في فتح طرق وتكوين علاقات عديدة لي، ولكن لن تنجح مثل هذه التجارب لو كان أعضاء الفريق لا يجيدون فكرة العمل في جماعة وثقافة تقبل النقد والتوجيه.

قد أشارك، فقط إذا تأكدت من أن هؤلاء الذين سوف أكتب معهم أفضل مني، أو على الأقل بنفس مستواي في الكتابة.

إذا كان العمل بسيطًا ومفهوُمًا بالنسبة لي فإني أجدها فُرصةً رائعة للاستقاء من أفكارِ الآخرين ومشاركتهم الإبداع والتطوّر، ولا مانعَ من أن أخوض هذه التجربة مع فريق عملٍ مُتمكن ومُلهِم ومتعاون ومتفاهم أيضًا.