في الآونة الأخيرة، وخاصة عندما أكون منشغلة بعمل مهم أو كنت مرتبطة بمهام مستعجلة، أصبحت أتفادى الدخول إلى مواقع التواصل الاجتماعي الأنستغرام والفايسبوك خَشية أن يَسلُب محتواها كل انتباهي وأنجرف وراء ثقبها الأسود (مقاطع الريلز القصيرة)

حقا إن المحتوى القصير الذي أصبحت تعج به منصات التواصل له جاذبية أقوى من السحر، فمرة وبعد تجهيز معدات الخياطة خاصتي، وجهزت أدواتي كلها لأباشر العمل، لزمتني معلومة حول قطعة قماش أشتغل عليها، فدخلت موقع الإنستغرام للبحث السريع، وصدقوني إن قلت أنني لم أخرج من الموقع إلا وقد قضيت فيه ساعة تقريبا! قضيتها وأنا أمرر إصبعي لأشاهد مقطعا تلوى الأخر نحو اللانهاية من المقاطع المتواصلة الصعود، فما الذي حدث؟ وكيف تحولت هذه المقاطع إلى ثقب أسود يبتلع الوقت والانتباه منا؟

ونلاحظ أنه في السنوات الأخيرة أصبح الجمهور يميل أكثر إلى تلقي المعلومة بطريقة أسرع وبشكل مختصر، إذ أن الفرد منا لم يعد بمقدوره انتظار وقت طويل للوصول إلى المعلومة التي يبحث عنها، لذلك برزت هذه المقاطع كحل سريع للحصول على ما نريد وفي وقت وجيز، وإن التمرير المستمر للمقاطع القصيرة الذي نقوم به دون إدراك منا، الهدف منه هو الاستزادة لإشباع رغباتنا في مشاهدة مواد جديدة باستمرار، واجابة فضولنا لمعرفة؛ وماذا بعد؟

ولابد وأن الجميع وقع في فخ مقاطع الريلز القصيرة.