ماهي المهارات البحثية الضرورية التي يجب أن يتمتع بها الكاتب؟

لا اختلاف على أنّ مهارة البحث تقع على رأس المهارات التي يجب أن يتميز بها أي كاتب، فكاتب لا يستطيع البحث أو يمله لن يتحرك من مكانه خطوة، وبرأيي ان الطريقة الأمثل لهذا والتي أتبعها لأبدأ الكتابة عن موضوع من الصفر هي كالتالي:

• تفريغ كل المعلومات التي أمتلكها عن الموضوع على ورقة خارجية، لأتمكن من حصر معرفتي عنه.
• البدء في البحث بلغتي الأم عن المقالات المتعلقة أو شيء كُتب له علاقة بالموضوع (يتضمن المصادر المكتوبة والمرئية).
• البحث باللغة الإنجليزية.
• محاولة إيجاد جوانب أخرى يمكن ربطها بالموضوع، وحبذا إذا لم يسبق لأحد أن تطرق لها.
• المسودة: تسجيل الأفكار والمعلومات التي نحصل عليها بشكل مبدأي على هيئة نقاط بسيطة يتم تكوين المقال منها فيما بعد عن طرق ترتيب الأفكار والبحث عن أفضل طريقة لتوصيلها إلى القارئ مع الوضع في الاعتبار "من هو القارئ؟".

سأتكلّم عن مهارة يفتقدها الكثير من الكتّاب ويستفزني الأمر جداً أن نفتقدها في المنطقة العربية سواء ككتّاب قصص أو ككتاب مقالات، وهو القدرة على الاستشهاد بالمصادر بشكل صحيح. عندما تستخدم معلومات من مصادر أخرى في كتاباتك فأنت بحاجة إلى الاستشهاد بها بشكل صحيح.

والأهم طبعاً هي القدرة على تجميع المعلومات، بمجرد جمع المعلومات من مجموعة متنوعة من المصادر، يجب أن تكون قادراً على تجميعها في قطعة متماسكة من الكتابة، هذا يعني أن تكون قادراً على تحديد النقاط الرئيسية لمصادرك ومقارنة وجهات النظر المختلفة ومقارنتها واستخلاص النتائج، فهذه المهارات تقريباً صارت نادرة جداً.

أضيف إلى المهارات التي ذكرتيها، مهارة البحث والاطلاع المتواصل المقرون بالممارسة والكتابة، دائماً التطبيق هو السبيل إلى الفلاح، إضافة إلى المصداقية والقدرة على ربط المعلومات وتحليلها، ليظهر أسلوب الكاتب في الكتابة.

أما عن فكرة الحصول على الأفكار وتجميعها بأي طريقة ممكنة فهي طريقة فاشلة حتى إنها تضعف من جودة البحث، لا بد للكاتب أن يكون له بصمته الخاصة، ورؤيته الواضحة ليتمكن من صياغة الموضوع البحثي باحترافية عالية.

وكما تفضلتي إن الوصول إلى المعلومات أصبح أسهلاً، لكن هذا لا ينفي أنه يجب على الكاتب أن يتمتع بمهارات بحثية أو يكتسبها.

عند كتابتي لمقال أفعل التالي:

أولاً: أقرأ من مصادر مختلفة، ولكن أركز في قراءتي على الفكرة الأساسية التي يتمحور حولها الموضوع.

ثانياً: أحدد الجمل والعبارات المهمة بالنسبة لي وأصنفها ضمن: المقدمة، الفصل الأول أم الثاني أم الثالث، كذلك المباحث.

ثالثاً: إن وجدت معلومة مشكوك بها، أبحث وأتأكد منها

آخر شيء أفعله هو الكتابة في الموضوع، هذه الطريقة ستجعلني ملمة بالموضوع بأكمله، كما ستظهر بصمتي الخاصة في الكتابة من خلال التحليل والربط بين المعلومات.

لا أخفي عليك سراً، الكتابة ليست سهلة، لقد كتبت العديد من الأبحاث، ومعظم وقتي كان يذهب وأنا أنظر إلى الشاشة البيضاء على word، فعلاً الكتابة مهارة عالية لا يقدر عليها الجميع.

لنبدأ من الفكرة الأولية، فكرة كتابة مقال عن الموضوع الفلاني، هذه الفكرة مع قدومها قد تترافق مع أفكار أخرى داعمة لها، ربما معلومات أعرفها سابقاً أو تعبير أو قالب معين سأكتب به الموضوعأو تجربة سابقة، وهنا يكون أول ما أقوم به هو التدوين، التدوين خطوة مهمة جداً للحفاظ على الفكرة في توهجها، وبالنسبة أرى أن عدم التدوين الفكرة في لحظتها سيجعلها تختفي .

-مرحلة البحث هي مرحلة متشعبة، فمن المواقع الإخبارية إلى المواقع العلمية، ومن العربية إلى الإنجليزية، ومن الكتب إلى التصريحات، وأخيراً إلى الجانب الإجتماعي (آراء الناس وتجاربهم وخبراتهم في مواقع التواصل الإجتماعي).

-مرحلة تجميع المعلومات، هنا أجمع المعلومات التي أحتاج إليها، مع مصادرها والإحتفاظ بروابط هذه المصادر لدي .

-ترتيب المعلومات وكتابة الموضوع، هنا أحاول إيجاد تسلسل منطقي ومرتب للمعلومات وكتابتها بأسلوب خاص يجذب القارئ، واختيار اللغة المناسبة للجمهور .

-مرحلة التدقيق اللغوي، ويمكن الإستغناء عنها أحياناً إذا وجدنا أننا لسنا بحاجة إليها .

من الملاحظات المهمة عندي والتي أصبحت أتنبه ليها هي التخزين والإحتفاظ بالمعلومات والنصوص، فبعد عدة تجارب قاسية، غيرت طريقة احتفاظي بالمعلومات، وبالأخص المهمة منها فأقوم بالإحتفاظ بها في مستندات جوجل، أما بقية المعلومات فأحتفظ بها في ملاحظات الهاتف أو الواتساب .

صحيح أن الوصول إلى المعلومات أصبح أسهل من أي وقت مضى،..

لكن بنفس الوقت أصبح الوصول لأفكار إبداعية أصلية أصعب ما يكون!

ما هى الطرق التي تعتمدها في عملية البحث عن معلومات لمقالك؟ 

بداية عفيفة، أحاول قدر الإمكان قصر بحثي على المصادر الموثوقة المحترمة.. وبعدها أحاول تضييق نطاق بحثي لأقصى درجة ممكنة؛ حتى لا أضيع وقتي وجهدي، أو أصاب بالتشتت "عدوي الأول بعمليات البحث"..

وأخيرا أحاول إستيعاب وهضم ما حصدته من معلومات، ومن ثم أشرع في إنتاج أفكاري الكتابية الخاصة، وطبعا نادرا ما يمكنني إنتاج شيء فور الانتهاء من البحث!