كنت اسمع للتو لاعلان تجاري عبر اليوتيوب لشركة Mint Mobile، يقرأ هذا الإعلان المؤسس المشارك رايان رينولدز من نص مكتوب بالكامل بواسطة ChatGPT.
وهذا ما جعلتي أتساءل عن كيفية الاستفادة من الذكاء الاصطناعي في التسويق للمحتوى؟
يمكن للذكاء الإصطناعي أن يكون أداة فعالة لتحسين جودة وفاعلية التسويق لأي محتوى أو إعلانات وفي ضوء هذا التطور أصبح على الشركات التجارية أخذ الذكاء الاصطناعي بعين الإعتبار لتحقيق الأهداف التسويقية وذلك عن طريق:-
الهدف العام يكمن في تحسين رضا المستهلكين وتجربة التسويق ككل بدءًا من الجمهور المستهدف ، المحتوى المبني على التنبؤ، والشات بوت الذي يستخدم للإجابة على الأسئلة والاستفسارات الخاصة بالعملاء بدقة وإيجاز وكذلك الإستماع إلى جميع الشكاوي .. تلك هي بعض الطرق التي يمكن الاستفادة منها من الذكاء الاصطناعي في التسويق للمحتوى، كل ما علينا فعله هو فهم قدرات الذكاء الإصطناعي وكيفية استخدامها.
وهذا ما جعلتي أتساءل عن كيفية الاستفادة من الذكاء الاصطناعي في التسويق للمحتوى؟
يمكن ببساطة سؤال الذكاء لصناعي عن اي مشروع تسويقي وبإمكانه ان يدلك على خطة تسويقية عامة، هناك مشكلة صغيرة في هذا وهي طريقة اعطاء الاوامر للذكاء الصناعي حتى يتمكن من فهم مرادك واجابته، لذلك ظهرت مؤخرا بعض الخدمات والمواقع التي تتيح لك اعطاء اوامر دقيقة للذكاء الصناعي حتى يجيبك بشكل جيد.
يذكر المتخصصون في هذا المجال والمهتمون به انه يوجد احتمال كبير ان يظهر تخصص جديد مستقبلا وهو وتخصص مهندس اسئلة الذكاء الصناعي، حيث تكون مهنة مستقلة، يعمل صاحبها على مساعدة الاشخاص على كتابة اسئلة جيدة للذاء الصناعي
إن هذه التقنيّة ستساهم بشكل كبير في تعديل أسواق المحتوى المتداول في شتّى المجالات. وعلى رأسها المحتوى التسويقي. لكن لديّ مجهو نظر فيما يخص العمل التقني في المحتوى التسويقي وعلاقته بالذكاء الاصطناعي، تتمثّل فيما يعرف النبرة التسويقيّة.
تمثّل النبرة التسويقيّة لغة العملاء المستهدفين على الصعيد العاطفي. وعلى الرغم من النجاحات غير المسبوقة للذكاء الاصطناعي في الوقت الحالي، نجد أن فكرة النبرة الخاصة بالجمهور المستهدف ليست بالمفهوم الثابت لدى التقنيّة الجديدة. لأنها لا تمتلك المقوّمات اللازمة لابتكار هذه النبرة، وتكتفي بتنفيذ محاكاة لمحتوى مشابه في هذا الصدد ليس إلّا.
وعليه، أجد أن استخدام الذكاء الاصطناعي بشتّى تقنيّاته في توليد محتوى تسويقي مناسب هو أمر في غاية السهولة والأهمّية. لكن هذه الأهمّية قد تتحوّل إلى النقيض ما لم يتدخّل العنصر الإنساني على الأقل في عمليات المراجعة وإعادة الصياغة. وبالتالي نكون قد اختصرنا نصف المسافة على الأقل، مع ضمان عامل الجودة وتجنّب أي أخطاء تودي بحملتنا التسويقيّة.
يمكن للذكاء الاصطناعي تركيب جمل وعبارات مناسبة للحملة التسويقية بشكل فعال، وهو أمر مهم جدًا ولكن بأي طريقة؟
أعتقد أن الأمر في الوقت الحالي تمامًا كأدوات الذكاء الاصطناعي الخاصة بالمصميين التي تكون وتصمم صورة من وصف مكتوب، لذلك لا يمكن الاستغناء كليًا عن المصمم لأنه بشكل أو بآخر يصمم الصورة في عقلة وينقلها للذكاء الاصطناعي لتنفيذها.
نفس الأمر؛ الحملات التسويقية باستخدام الذكاء الاصطناعي ستكون مهمة ومُتقنة بشدة في كل ما يخص تكوين جمل فعالة ومناسبة للغرض من الحملة، بالاضافة لقدرته الهائلة على تحليل البيانات وهو ما يعتبر نقطة قوة كبيرة في الحملات التسويقية بمعرفة نقاط قوة وضعف خصومك.
ولكنه سيظل يحتاج للعنصر البشري المسئول عن التوجيه، والارشاد العاطفي، في النهاية الحملة التسويقية غرضها بيع منتج، والانسان بشكل عام يشتري بالعاطفة لذلك الأمر من هذه الناحية بعيد عن سطوة الآلة.
الدمج بين العنصر البشري والعنصر البرمجي كلٌ فيما يُجيد هو الحل والخطوة الأولى في هذه الثورة.
يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي في التسويق للمحتوى بعدة طرق، على سبيل المثال، يمكن استخدامه لتحليل سلوك المستخدمين وتحديد الاهتمامات والميول الخاصة بهم، مما يساعد على توجيه المحتوى المناسب للفئات الهدفية الصحيحة. كما يمكن استخدامه في توليد محتوى جديد يتوافق مع اهتمامات الجمهور المستهدف، وأيضًا لتحسين تجربة المستخدم وزيادة مستوى التفاعل مع المحتوى. بالإضافة إلى ذلك، يمكن استخدام التعلم الآلي لتحليل أداء المحتوى وتحديد الاستراتيجيات الأكثر فعالية لتحسين نتائج التسويق وزيادة عائد الاستثمار.
الحقيقة أن الذكاء الصناعي أحدث ما يشبه الثورة في عالم الأعمال اليوم. وهو في طريقه إلى مساعدتنا بالكثير و الكثير بفضل قواعد البيانات التي يتم تغيته بها وبطريقته في التعلم من الخبرات اليومية التي يمر بها. أما كيف تجعل الذكاء الصناعي يساعد في التسويق للمحتوى فالطريقة هي ان تسأله أو تطلب منه أن يساعدك في ذلك. إما أن تطلب منه صوتاً أو كتابة. ولكن عليك أن تطلب منه بألفاظ واضحة و جمل كاملة منطقية كي يفهم منها. فلقد جربته أنا في بعض الأشياء البرمجية مثل بناء موقع بلغة ال HTML مثلاً فطلب مني أن اعطيه بعض المعلومات مثل العنوان الرئيي و الفرعي و بعض المعلومات الهيكلية كي يبني عليها الأكواد. وكذلك أنت عليك أن أن تعيًن له نوعية الفئة المستهدفة من التسويق ونوعية المحتوى ثم تطلب منه أن يساعدك في إنشاء المحتوى فيقوم هو بتزويدك بالمحتوى المناسب. ثم أنه يسألك في كل مرة إن كان هناك معلومات أخرى فيمكن أن تعدل له بعض المعلومات في كل مرة كي يخصص إجابتك أكثر وأكثر. ولكن بعد كل هذا، لابد من لمستك البشرية التي تضفي الطابع الإنساني على المحتوى حتى يقتنع العملاء او الفئة المستهدفة فيتحقق الهدف من التسويق.
يعد الذكاء الصنعي (AI) مصدراً رائعاً لتوجيه استراتيجية التسويق الخاصة بك وتحسينها بأضعاف مضاعفة عن المجهودات البشرية الشخصية. يمكنك أن تستخدم بعض أشكال الذكاء الصنعي بشكل روتيني يومي، يشير الذكاء الصنعي عند تطبيقه على التسويق بالمحتوى بالتكنولوجيا طبعاً التي يمكنه أتمتتها، أي أتمتة القرارات والعمليات التي قام بها المسوقون البشريون من تلقاء أنفسهم، أي إدخال ما الذي يقوم به البشر وما الذي يقوم به الذكاء الصنعي من خطوات إلى قاعدة بيانات رائعة تجمع خطّة العمل واتجاهاته ونتائجه، مثل سلوك العملاء والمبيعات وحركة المرور على الموقع. والطرق التي يستطيع فيها أن يساعد الذكاء الصنعي مسوّقي المحتوى على تخطيط المحتوى الخاص بهم والترويج له وتتبعه بشكل أكثر فعالية. يسأل الكثيرون حتى الأن لماذا عليّ أن أشرك الـ AI في موضوعة التسويق بالمحتوى أو عمليات شغلي بشكل عام؟ والجواب يأتي سهلاً وحتى في بداية نشأة هذا الأمر بالمناسبة وهو بكل تأكيد الضمانات، فإذا كنت تستخدم الذكاء الاصطناعي بشكل صحيح فيمكنه دفع المحتوى الذي تنشئه وتوسيعه وتدقيق نطاقه، مما يجعله أكثر تحديداً لجمهورك. ويمكنه أيضاً تتبّع نشاط المستخدمين، وتسجيل مدى وصول المحتوى الخاص بك وانتشاره، ويمكنه حتى التنبؤ بالمحتوى الذي سينجح وهذا للأمانة موضوع أبهرني للصراحة، بالبيانات يبدو يمكننا أن نصنع المستحيل إذا ما تمّت معالجتها بذكاء صنعي عالي الفعالية. إن وجود برنامج يتتبع كل من اهتمامات جمهورك وسجل تفاعل كل عضو معك سيسمح لمؤسستك بصناعة محتوى شديد الصلة والعلاقة بما هو فعلاً لجمهورك، أي ما هو مفيد وقيّم فعلاً ويضمن لك تحقيق أهدافك!
في الحقيقة لقد كانت تجربتي في الحصول على محتوى عربي شيق وجذاب للأغراض التسويقية بواسطة الذكاء الاصطناعي تجارب مخيبة للآمال فهو حتى الآن غير قادر على إخراج نصوص إبداعية جذابة، بل يكتب عبارات تقليدية مكررة على المسامع كثيراً ولا شيء جديد فيها!
وحسب رأيي فإنه لازال من المبكر جداً الاعتماد على الذكاء الاصطناعي في الأعمال، نظراً للأخطاء الكارثية التي ينتجها دون اكتراث، والثقة الرهيبة في نفسه وهو يجيب بإجابات لا علاقة لها بالواقع بتاتاً، وغباءه الحقيقي في تناول المسائل الإبداعية والحسية، فهو في الأول والأخير مجرد آلة تستقي معطياتها من الإنترنت وتعيد صياغتها بشكل مبرمج مسبقاً لا تفكير فيه ولا إبداع!
التعليقات