عادة الكتابة اليومية التي ندمن عليها يوما بعد يوم قد تغنينا عن الكثير من العادات السيئة الأخرى، قد تنسينا همومنا وتدفع بنا خطوات للأمام، البعض يكتب لتخليد المواقف والأماكن، والبعض الأخر لتفريغ الطاقات والشحنات السلبية، وأخرون يكتبون لتواصل الذاتي والصلة الوطيدة التي تجمعهم بالقلم، تختلف الأسباب ولكن الفعل واحد هو الكتابة وتقديم الكثير لهذا العالم من موروث ثقافي يحفظ للأجيال القادمة.

لكن أحيانا أتسائل، هل عرف السابقين الدوافع الحقيقية التي جعلتهم يطلقون العنان لأقلامهم، أم أن الكتابة كانت تمثل لهم عادة يومية فقط بغض النظر عن الأسباب فهم يكتبون عن أية حال من الأحوال؟

قاعدة حدد لماذا تكتب لتعرف ماذا تكتب؟ لم أنسجها من خيالي، بل أكد عليها المؤلف البريطاني سيمون سينك في أحد محاضراته الشهيرة في منصة TED من خلال حرصه على ضرورة الإجابة عن السؤال " لماذا" الذي سيقود أي شخص مبتدئ في المجال أن يعي جيدا الدوافع التي تدفعه للكتابة وتحفزه للإستمرار في ذلك؟

لنجلس مع أنفسنا قليلا، ونجيب عن سؤال لماذا نكتب؟ سواء كانت الأسباب شخصية أم عامة، علينا أن نسعى للبحث عن غايتنا للكتابة، وإذا لم نجدها الأن سنظل نكتب و نكتب الى حين أن ترتسم ملامح ذلك ونتأكد من الدافع الحقيقية وراء ما نكتبه.

وإذا لم يحصل الشخص على دافعه لن يجد الإلهام الحقيقي المحفز للكتابة، ولعل كتاب " لماذا أكتب" لجورج أورويل الملاذ الذي يجيب عن الكثير من الإستفسارات التي تدور بمخيلتنا ككُتاب، وقد شارك بعض نقاط رئيسية قد تجيب عن "لماذا نكتب":

  • حب الذات والرغبة في ترك أثر مادي يمكن للأشخاص أن يتذكرونك به والإنتقام من الأشخاص الذي إستهزوا منك، بالرغم أن لا أرى هذا كافيا اعتباره سببا قويا للكتابة إلا جورج قال بأن من الهراء التظاهر بأنه ليس دافعا، بل هو دافع قوي لتتضح غايتك من الكتابة.
  • الحماس الجمالي من خلال إدراك العالم الخارجي وما يدور به من قصص وظواهر تدفع بالشخص الى مشاركة ما عيشه بإعتباره تجربة لابد عدم تفويت سردها ووصفها.
  • الحافز التاريخي يتعلق بالأشياء الواقعية المعاشة ومحاولة تفسير الظواهر والحقائق الحالية وحفضها للأجيال القادمة.

ولكن بالمجمل سنجد المزيد من الأسباب والدوافع من بينها أيضا: التواصل ومشاركة الأفكار، الشهرة، نشر القيم، وتنوير أراء الغير ومساعدتهم في الإجابة عن استفساراتهم الفكرية.

وفي الأخير، ما يجعل رؤيتنا واضحة في رسم معالم الموضوع الذي نكتب فيه هو إدراكنا بالدافع الحقيقي الذي جعلنا نمسك فيها القلم، لكن إعلم دائما تحديد الهدف الصحيح يقود دائما الى سلك المسار الأصح في عملية الكتابة. لذلك دائما إعرف لماذا تكتب لتعرف ماذا تكتب وكيف عليك أن تخطُ كلماتك الأولى بعناية.

ماذا عنكم يا أصدقاء، هل وجدت جوابا "لماذا تكتب" ؟ إذا تخطيت تلك المرحلة كم إستغرقت في معرفة ذلك ؟