من منا لم يصادف في هذه الحياة شخصا مبدعا صديقا أو غريب أعسر اليد أي يعتمد على إستخدام يده اليسرى في تنفيذه أموره الضرورية ، والكثير من الإحصائيات أن 10 بالمئة فقط من سكان العالم من يستخدمون اليد اليسرى، وهذا الأمر قد يصاحبه عدد من التقارير التي تظهر الأدوار القيادية التي تنجح فيها هؤلاء الفئة.
ووفق تقرير قد نشرته مجلة "ريدرز دايجست" الأميركية أظهر الميزات التي يتميز بها هؤلاء الأشخاص، من بينها التحديات قد تجعل الأعسر أكثر قوة، وفي هذا الصدد قد صرحت الكاتبة كيم ميرفي أنها تستمع بإستخدام اليد اليسرى أثناء عملية الكتابة، وبالرغم تعتبر نفسها مختلفة ومميزة، إذ تقول: "أحب أن أكون مختلفة واضطراري لتجاوز كل هذه الصعوبات والتحديات يجعلني في النهاية شخصا أقوى".
ليس من هذه الناحية فقط، فهناك الكثير من يربط عبقرية الشخص بالصفات التي يتميز بها، بل يمكن تحليل نفسية الفرد من خلال العادات اليومية التي يمارسها وهذا ما صرحت به صحيفة abc الإسبانية بإن الكتابة باليد مثلا تكشف عن المعلومات الشخصية وذلك بربط العمليات الجسدية مع سلوكيات النفسية.
لذلك لابد من الحذر جيدا ما تخطه أيدينا، فقد نكشف عن شخصيتنا وميولاتنا بدون وعي ذاتي منا، ويذكر بأن الصينيين هم أول من اكتشف العلاقة بين خط اليد والشخصية منذ القرن الحادي عشر.
لكن ماذا عن الخط الفوضوي، هل يعبر عن ذكاء الفرد؟
نشرت دراسة أمريكية في علم النفس أن التلاميذ الذين يحصلون على درجات متفوقة عادة ما يكتبون خلال الإمتحانات بحروف غير متناسقة، وعلى الرغم من أن الخط ليس مثاليًّا عندهم إلا أن المضمون يكون صحيحًا ودقيقا. ليس هذا فقط بل توصل عدد من الباحثين خلال دراساتهم بأن أدمغة الأشخاص ذوي الخط السيء تعمل بمعدلات أسرع مما تفعله أياديهم.
وفي هذا الصدد يقول أستاذ علم النفس بجامعة ييل أرنولد إل جيزيل: "أظهر الأطفال الذين يعانون من الخط السيء أن لديهم قدرات ذهنية عالية وسرعة بديهية فوق المتوسط".
وماذا عن الكًتاب، هل هناك منهم من كان يملك خطا فوضويا؟
هناك الكثير من الأدباء والشعراء من خصصوا مواضيعا وأبيات شعرية يصفون فيها حسن الخط وقبحه، مثلا علي بن عبيدة كان يقول حسن الخط لسان اليد وبهجة الضمير، و أبو العباس المبرد يذكر بأن رداءة الخط زمانة الأديب.
وبالرغم من الفصاحة وطلاقة اللسان التي كان يتميز بها الأدباء القدامى، إلا أنه كان فيهم من يملك خطا سيئا، وليس هذا فقط هناك من كان يبني أبياتا من هذا الموضوع، ومن بينهم شعراء أهل البصرة أبو هفان عبد الله بن أحمد المهزمي كان من أقبح الناس خطاً، إذ كان يبتدئ الخط من رأس الورقة ويعوج سطوره حتى يبقى آخر سطر في الورقة كلمة واحدة , فإنتقده يحيى بن علي فقال له: " مع خط كأنه أرجل البط *** أو الحط في ذوي الفتيان".
وماذا عنكم يا اصدقاء، هل أنتم أيضا تربطون عبقرية الشخص بالصفات الشخصية التي يتميزون بها؟ وهل تؤيدون فكرة أن أصحاب الخط السيئ أكثر عبقرية من أقرانهم..؟
التعليقات