قد يبدو العنوان صادمًا للبعض، فكلمة الزِن ليست مجرد كلمة وإنّما خلفها عقيدة، وهي كلمة يابانية تُرجمت عن الكلمة الهندية "ذيانا" والتي تعني التأمل والاستغراق في التفكير، لكن لماذا كلمة الزِن؟

أخذتُ فكرة مساهمة اليوم من كتاب الزن في فنّ الكتابة وهو مجموعة مقالات ترجمها عدد من المترجمين، والعنوان هو مقالة لوحدها. تناول المقال فكرة تدور حول العمل والراحة، وعدم التفكير، فما علاقة كل هذا بالزن والكتابة؟

لنبدأ بالعمل الذي إن لم نمارسه نشعر بالملل والضجر، فنذهب لممارسة أي شيء حتى وإن كان دون مردود، وحين نعمل حتى نتعب قد لا نشعر بالرضا ولاسيما إن كان عملا لا نحبه.

والكتابة ما هي إلا عمل ومن يتعامل معها على غير ذلك فهو واهم، فرصُّ الحروف لبعض الوقت من النهار لن يجعلنا كتابًا البتّة وإنّما نحتاج أن تكون الكتابة عملًا وبدوامٍ أيضًا وستيفن كينغ وهاروكي موراكامي وغيره من الكُتاب أكبر مثال.

لكن ماذا عن الراحة وعدم التفكير؟

حين تصبح الكتابة عملًا والتزامًا ونتجاوز معها العثرات ونُصوّب الأخطاء والهفوات حينها سنصل إلى الراحة حتى في وجود التعب، وسنصل إلى حالة من عدم التفكير في خلق الأفكار ولا حتى في الأخطاء وحينها سيتدفق الإبداع .

تخيلوا معي لو يكتب أحدنا ألف كلمةٍ يوميًا لخمس سنوات قادمة من حياته، ربما سيخرج على الأقل بقصة أسبوعيًا و اثنان وخمسون قصة سنويًا وخلال هذه العملية سيتعلم ويحذف ويُعدّل مثله مثل الفنان دافنشي الذي رسم مئات اللوحات ليخرج في النهاية بلوحة في غاية الإبداع، كذلك هو الكاتب.

إذن الزنّ في الكتابة هو العمل الجادّ إلى غاية الوصول لمرحلة الراحة وعدم التفكير التي تعتبر قمة الإبداع.

هنا يجدر الإشارة إلى فكرة أؤمن بها حقّ الإيمان وهي أنّ الكثرة والكمية بوابة الجودة والاحترافية، لأنه بعد فترة من الممارسة والصبر يصبح كل ما يجول في خاطر الكاتب طوع أنامله.

هل لديكم رأي مخالف؟ ومارأيكم في فكرة فنّ الزِن في الكتابة؟