لو سئلتُ يوماً مما يتكون الكاتب لقلتُ أنّه يتكون من متعة ولذة، من خوفٍ وترقّب ومشاعر مختلطة تمزجها الرغبة في خوض غمار معارك الكتابة… هل تتفقون؟

يستمتعُ بكل ما يكتبه، قصص الرعب التي تتدفق من مُخيلته آخر الليل، وقصص المآسي التي تتسرّب من أعماقه في حالة أشبه بمخاض عسير…

أو قصص الحب التي تفرضُ نفسها وتتراقص على لوحة المفاتيح أو بياض الورق، لتعيد رونق تلك اللحظات الخرافية…

الكاتب يتلذذ حتى بقصص الكراهية والحقد التي يسردها للقارئ، وكأنه يوصيه بأن يتحرر من كل شيء، حتى الآلام والأحزان يمكنها أن تكون المادة الخام للإبداع.

يعزف الفنان من ثقوب روحه كما يكتب الكاتب من ندبات قلبه، لكن هل من المعقول أن يتلذذ الكاتب ويستمتع بوصف الألم أيضًا؟

يقول راي برادبيري:

"إذا كنتَ تكتب بلا لذة، بلا متعة، بلا حب، بلا لهو، فأنت نصف كاتب فقط"

يوصي الأديب وكاتب السيناريو راي برادبيري الكاتب بأن يعتني بمتعته في الكتابة ولذته قبل كل شيء.

 ويشاطره المؤلف والرسام الفلسطيني جبرا إبراهيم جبرا الرأي ويقول:

"...وليس أكبر من مُتعة القراءة هذه، إلا مُتعة الكتابة، 
 تلك المُتعة الأعظم والأعمق والأندر، فالكتابة إذا ما تخلّت عن تمنُّعها وانصاعت للقلم، هي تلك الحوريّة الرائعة، الذاهبة بالنفس في طُرقات الجنة ودَرَكات الجحيم، متعة ولا كأيّة متعة أخرى يعرفُها الجسدُ...".

 ولكَم أحببتُ وصفه للكتابة، وهو ينعتها بالحورية.

 أما المفكر والروائي المغربي عبدالله العروي فله رأي آخر فيقول:

"ما فائدة الكتابة إذا لم تُعطِ للكاتب حريةً أكبرَ من التي يعرفُها في حياته العادية؟"

هكذا هو الكاتب حين يصبر على ممارسة الكتابة يتحوّل العذاب إلى عذوبة والشقاء إلى شفاء ويمطر قلمه كلماتٍ فيها تعاطفٌ ومواساة ومحبة…

ما رأيكم؟ وكيف ترون الكتابة ومتعتها؟ وما هو الشعور الذي تمنحه لكم؟