لازلت أذكر حين راسلتني صديقة بعد منتصف الليل، وتسأل لما أنا مستيقظة؟ أخبرتها أنني سأنام…

 فقالت: الكُتاب لا ينامون باكرًا لأنّ الإلهام يأتي في الليل… وكأنّ الإلهام شبح لا يحضر إلا في الليل وعلى الكاتب أن ينتظره.

لكن مهلًا هذه الفكرة منتشرة وكثيرا جدا وتُصنّف ضمن الشائعات التي تحيط بالكتابة.

ومن ضمن الشائعات أيضًا صورة الكاتب على أنّه شخص غير مرتب في بيته ومظهره، ملابسه ملطخة بالحبر وتفوح منه رائحة القهوة أو رائحة التبغ، أو حتى الكحول…

 أو أنّه شخص حسّاس وانطوائي يظل شاردًا في الطرقات… هل سبق أن تخيلتم الكاتب بذات الطريقة؟

ومن أكثر الشائعات المستفزة، هي طقوس الكتابة والسؤال الذي يُطرح على الكاتب في كل اللقاءات التي يجريها، ماهي طقوسك؟ وبأي الألوان تكتب؟ تستعمل الورق أم الحاسوب؟ والكثير…

الطقوس هي أمر شخصي وليست حقائق علمية، وقد نجد كاتبًا ليس لديه طقوس أصلا، يكتب ليلا أو نهارا، في المواصلات أو في الشارع… ويكون ملتزما في شكله ومع أهله وكل شيء على ما يرام.

ترى الكاتبة البريطانية زادي سميث، أنه لا يوجد ما يعرف "بأسلوب حياة الكاتب"، لأنّ المهم حقًا هو ما تتركه على الورق، وليس كيف وأين وبماذا كتبته… هل تتفقون مع معها؟

بالنسبة لي أرى أنّ كل شخص لديه الإمكانية ليبدع بطريقته، ويجد مساره والأسلوب الأنسب للتعبير عن نفسه، بعيدا عن كل هذه القوالب المُعدة منذ مئات السنين.

الكاتب في النهاية هو إنسان يعبر عن إنسانيته بالطريقة التي تشبهه، وليس عليه اتباع أيٍ من أساطير طقوس الكتابة الشائعة، لأنّ كثرة الحديث وتمجيد تلك الطقوس قد تصبح لعنة على الكاتب وتُدمّره.

هل تعرفون خرافات و شائعات أخرى تحيط بالكتابة؟ وهل تعرقلتم بسببها؟ شاركوني رأيكم فيما جاء في المساهمة؟