عندما لا يروق لنا كتابٌ ما نتركه جانبا، وحينما لا نعجب بأفكار الكاتب قد نأخذ اتجاهه موقفا معينا، فالاختلاف سمة طبيعية موجودة في البشرية، ولولا الاختلاف الفكري والبحث المستمر لما تطورت البشرية تقنيا وتكنولوجيا.

وأحيانا حينما نقرأ لكاتبٍ ما ونعجب بألفاظه وبالمواقف التي ذكرها، ننتظر بشغف لقائنا التي سيتجدد معه، فالكاتب أكثر من مجرد شخصٍ يشاركنا معارفه وافكاره، هو ذاك الصديق والجحر الذي نجده يذكر ألفاظً لم نتجرأ نحن أن نذكرها، ولا أفكاره قد جالت في أذهاننا...

باختلاف الفنون الأدبية الموجودة، وتنوعها لمجالات متعددة، قد نجد ما لا يتناسب مع ميولتنا الفكرية ولا مرجعيتنا العقائدية ويحل لحد أن البعض قد لا يتلاءم مع شخصيتنا، وهذا الأمر طبيعي جدا، وبعد الجمل لو نعيد قراءتها مليون مرة لن يستطيع تفكيرنا تقبلها، ولعل أغلبيتنا يعلم الوصف الجميل الذي ذاعته الكاتبة البريطانية جي كي رولينغ في نفس كل من ينفر عن القراءة وينبذها وجودها في حياته، بهذا الوصف الجميل قد يتحمس الشخص للبحث عن الكتب الذي تتلاءم مع تفكيره، تقول: "إذا كنت لا تحب القراءة فأنت لم تجد الكتاب المناسب بعد".

لكنني صراحة قد استغربت بعدما قرأت ما قاله الباحث والمؤرخ الجزائري أبو قاسم سعد الله رحمة الله عليه : "الكتاب الذي لا يجعلك تعيد النّظر في معارفك ، ولا يحرّك شعر رأسك، ولا يتحدّى عقلك أو عاطفتك، فسلّة المهملات أولى به".

ما رأيكم بقول الباحث، هل تتفقون معه؟