كثيرًا ما كانت أستاذتنا لمادة العربية تحرص على تقديم هذه الملاحظة : "لا تكثروا من توظيف السرد في التعبير وجعلوا كلماتكم تصف تلك الأحداث، السرد موضوعًا للجميع، لكن الوصف جاء من أجل المبدعين فقط " في اعتقادنا نحن كتلاميذ بأن السرد يحيلنا الى الإطناب، في حين الوصف يكون أبلغ في إيصال المعنى، إلا أن بعض الأدباء يقولون بأنه لا يمكن أن نصف بدون أن نتسلسل في ذكر بعض المعلومات، ولا يمكن أن نسرد حدثا بدون أن نصور ملامح أشخاصه.

 صادفت مصطلحا ضمن نطاق تخصصي الإعلام ما يعرف بنظرية السرد وهو نموذج اتصالي قد وضعه عالم الاتصال والتر فيشر في عام 1978 من خلاله فسر بأن كل اتصال له معنى يحدث بسرده بطريقة تجعل المتلقي يقتنع بما تقدمه له.

مثلًا اليوم أصبحنا نشاهد نشرة لإخبار تأتي على هيئة قصة يتم سردها بإضافة نوعًا من التشويق، لو شاهدت مثلا ترندينغ الذي يقدمه الصحفي أحمد فاخوري ستعلم ما أقصده بالضبط قمة الإبداع في تحويل حدثٍ بسيط الى قصة تعبر عن محتوى ما وقع.

وعليه توظيف عنصر السرد في المحتوى أصبح أداة قوية لمن يمتلكون حس تقمص الأدوار وبناء قصة تمثيلية من معلومات متفرقة، وقد اضحى صناعة تجعل أبسط التفاصيل تتطور الى عناصر مهمة في الحبكة.

وقد يأتي أهم سؤال يطرح، فيما يفيدني توظيف السرد؟: 

  • يساعد السرد في تبسيط الفهم والمعلومات المعقدة.
  • يساهم في إقناع القارئ بالفكرة الموضوع خصوصا إذا تم إرفاق معلومة جديدة بإحصائيات تم توصل إليها من دراسات سابقة أو حتى سرد تجربة واقعية لأحد الأشخاص.
  • طريقة السرد تجعل القارئ يتحمس إتمام قراءاته لك، فقد تم التوصل بأنه ما يتم تداوله من شروحات بين الزملاء يكون أكثر إرتساخا في الذهن من المعلومات التي يلقيها المعلم عليهم مباشرة، والمميز في ذلك هو طريقة سرد المعلومة. 

وماذا عنك، هل تعتبر بأن توظيف السرد في المحتوى مهم لدرجة لا يمكن أن يتم التخلي عنه؟