ما أصعب شيء ممكن أن يتعرض له الكاتب برأيك؟ أو دعني أغير قافلة الصرف اللغوي وأقول: ما أصعب شيء تخاف أن تتعرض له أنت أثناء تحريرك للمحتوى؟ البعض منا يذهب باتجاه الأخطاء اللغوية و البعض الأخر يتجه الى المبالغة أو تسطيح المعنى، وأخرون سيكتفون بالخوف ألا تفهم معانيهم بشكل صائب من طرف القارئ.

لكن أسمعت يومًا بمفهوم الوسطية في الكتابة، لا أظن قد مررت به بجدية طالما أنا من جعلته مرسوخًا في ذهني، في بداية كل مقال أكتبه هنا أو عبر مواقع أخرى أكتب هذه الجملة "التحلي بالوسطية" لأنني أدرك جيدًا صعوبة أن تترك القلم هو من يسير بك في الاتجاه الذي يرسمه لك بدون أن تبالي أحيانا أين سيقودك، و تحت تلك الجملة أرتب الأفكار الرئيسية المهمة رؤوس أقلام فقط كمنبهات تحتم علي في كل مرة الرجوع للحديث عن صلب الموضوع.

وما أقوم به ليس أمرا خارقًا بتاتا وانما يندرج تحت عنصران مهمان الأول يدعى بالتحلي بالموضوعية بدون الانزياح باتجاه طرف على حساب الأخر خصوصًا في المجالات العلمية التي تقف المعلومة الدقيقة على قمة الهرم، والعنصر الثاني هو الصدق فيما نكتبه بالاعتماد على أدلة موثوقة مبررة لما نتلفظ به.

أحمد خالد توفيق الكاتب المشهور وجدت ضمن اقتباساته التي كتبها يقول فيها: 

لو كتبت فقط ما يحبه القارئ لصرت عاملاً باليومية ولو كتبت فقط ما أحبه أنا لجازفت بأن أصير قارئي الوحيد .. لهذا أحاول الوصول إلى معادلة وسيطة تروق لنا معا .. تروق للكاتب وقارئه فى الوقت ذاته .

 فبرأيي الوسطية في الكتابة أمرا مفروضا لابد أن يتحلى به أي كاتب إذا أراد ألا يتعرض للانتقاد بغض النظر عن الجنس الأدبي الذي يميل إليه فحتى ولو كان يكتب شعرًا.

وكما أقول دائما في هذا الصدد: ما يروق لنا ليس كما يروق لأهلنا ...فالوسطية معادلة صادقة لمشاكلنا.

وماذا عنك، كيف ترى مسألة الوسطية في الكتابة؟ وهل أنت أيضا تعاني من صعوبة التحلي بها؟ شاركني تجربتك