البقاء بمكتب كموظف أم أن تستقر بالكتابة وقد تموت جوعًا، أيهما تفضل؟

أتفق معك يا محمد

فمن الأفضل لو استطعنا الجمع بين الأمرين.. وإن لم نستطع فعلى الأقل نفتح مشروعنا الخاص ونحن في سن الشباب، كي يكون لنا مصدر دخل عند الكبر.

لكن محمد الوظيفة تقتل إبداع الشخص وقد يشعر بالممل وتصبح حياته روتينا مملا، فكيف له أن يستجمع طاقته للعمل كمستقل، هذا الأمر سيشتت إنتباهه، شخصيا لا اعتقد أنني أوفق بين الجمع بين العمل في وظيفة ثابتة ومستقلة في الأن نفسه.

وأيضا من ميزات العمل تحت الضغظ أن يتهيئ الإنسان للعمل في فترة الأزمات وهذا سيسهل عليه كثيرا، لكن ماذا تفضل يا محمد هل العمل تحت الضغظ في الوظيفة أم العمل تحت الضغظ كمستقل، لآن الأمر ليس نفسه؟ والنتيجة المحققة أيضا لا أراها تكون نفسها؟ مارأيك؟

معكِ حق يا صديقتي لكن الأمور لا تعتمد فقط على تعدد الطرق، فبما أن الأساليب والأدوات قد تعددت وتوسعت، فإن مجال المنافسة أصبح أكبر مما كان عليه، فالأمر يؤول إلى النسبة والتناسب في النهاية، فكلما توسع المجال وزادت أدواته، صعبت المنافسة. أما بالنسبة للمنصات والعمل الحر بشكل عام، فالأمر ليس سهلًا كما يبدو، وإنما يتطلب الكثير من الوقت والخبرة والممارسة، والتي لا تتميز بزيادة الدخل في البداية بأي شكل.

بالرغم من السوق أصبح مفتوحا اليوم يا نور، لكن أراه معقدا أكثر من السابق، الكثير حقا من يوفقون بين الوظيفة والكتابة، لكن هناك فئة أخرى لا تنجح في الأمر، وانا منهم، التركيز يتشتت في المحاولة في الجمع بين الأمرين.

أما بالنسبة للعمل الحر بقدر ما أعطى فرصة لأصحاب المواهب أن يظهروا، إلا أن المنافسة تشتد يوم بعد يوم، وتتطلب الكثير من الصبر والممارسة، ولايمكن للكل أن ينجح في الأمر بسهولة.

بالعكس تماما يا أسماء، أرى العكس معاناة الكتاب اليوم إشتدت بكثرة عن سابقيها، في الماضي:

• قلة إشتداد المنافسة في الساحة الأدبية.
• لم يكن الكاتب لديه عناء التفكير في من سيقرأ ما يكتبه،القارئ كان موجودا وهو من يتحمل عناء البحث عن الكًتاب.
• دور النشر تقبل المحتوى الهادق والقيم، لذلك أصحاب المحتوى الرديئ لم يكن المجال مفتوحا لهم، لأن دور النشر وقتها كانت تبحث عن الجودة، واليوم قد تغير كل شئ تضع دور النشر العائد المالي نصب عينيها.

اليوم قد تغير كل شئ، أصبح:

• الكل ينشر، المحتوى أصبح رديئا، أصبحت كتابة المحتوى مهنة تشمل الوظيفة و العمل الحر.
• القارئ غائب، ومغيب بفعل ما حققت التكنولوجيا الرقمية من إشباعات لديهه، أغنته عن إستعانة بالكتاب.

لذلك أصبح الكاتب لديه تحديات أكبر يفكر فيها، يشغل باله بالمحتوى، بالقارئ، الساحة الأدبية الغير مهيئة، خداع دور النشر وغيرها ..، والأكثر من هذا أن كتابة المحتوى لم تعد حتى تطعم خبزا في ظل إشتداد المنافسة، وليس الكل بإمكانه أن ينجح فيها ويحقق أرباحا.

تعدد الخيارات بالتأكيد يا سمية، لكن الواقع اليوم يثبت بأن حتى الوظيفة ليس خيارا سهل المنال، بالرغم من العائد المادي يبقى ثابتا فيه، كما أن إنشاء مشروع خيار مثالي، ولو تعلمين بأن نسبة فشل الشركات الناشئة هي 90% والسبب الذي يفسر فشلها أن %70 منها تعطي نفسها تقييما ليس ناضجا أكبر مما تستحق، اليوم الكل أصبح يتجه نحو إنشاء مشروع خاص به بدون حتى دراسة دقيقة ومخططة لذلك وبعد مدة قليلة نجدها قد أفلست، والقلة القليلة من تبقى تناظل. لذلك إطلاق مشروع خاص ليس بالأمر الهين يا سمية.

بالتأكيد يا علي الأعمال السابقة لكاتب وتجارب التي مر بها عبر المواقع قد تكسبه خبرات خاصة يستفيد منها في مشروعه الذي يطلقه، لكن دائما سيكون هناك تردد وحيرة، هل سبنجح الأمر معه؟ ومتى يتأكد بأنه حقا قد حانت تلك المرحلة التي يضع فيها نقطة، ويبدأ في إعداد لمشروعه الخاص؟ شخصيا هذا السؤال دائما يراودني ولم أجد جوابه لليوم.