كثيرا ما أسمع شكاوي من الكتاب حول السيو وأنه يؤثر على المحتوى بشكل سلبي، ولكن

لنتخيل أننا نمتلك مكتبة صغيرة ولكننا نحب القراءة في جميع المجالات. وكما هي العادة سنقوم بتنظيم كتب الأدب على أحد الرفوف يحمل نفس الاسم. كذلك سنفعل مع الاقتصاد والسياسة والجغرافيا والطب والهندسة إلخ...

لكن ومع الوقت سندرك أن مكتبتنا تتوسع بشكل كبير، وهذه التصنيفات أصبحت غير مرضية ولا تسهل من حصولنا على الكتاب الذي تريده بسرعة. سنبدأ الآن بالتفكير بطريقة آخرى لجعل المكتبة أكثر تنظيماً.

 سنحاول ترتيب كل قسم على أساس الطريقة الأبجدية ورغم أن هذا يمثل صعوبة مستقبلا إلا أنه حل مقبول مؤقتا.

لكن ماذا لو وصل عدد الكتب في كل قسم مليار كتاب ونحن لا نحفظ كل هذه الأسماء بالطبع فكيف سنحصل على الكتاب المستهدف؟ 

حسناً؛ ربما نحاول الآن توظيف كلمة مفتاحية تعبر عن الموضوع الذي نبحث عنه ومن ثم نصل لمجموعة من الكتب ونحن نختار الأفضل.

هذا بالظبط ما يحدث في جوجل، يحتوي جوجل على تريليونات الكتب والمصادر والمقالات. لو صنف جوجل كل هذه الأشياء على أساس الجغرافيا والتاريخ والطب والهندسة لكانت النتائج كارثية. حيث سندخل إلى جوجل قسم الجغرافيا مثلا ونحاول البحث عن الكتب التي تحتوي بداية عنوانها على حرف الياء وبعدها الباء وبعد كل هذا ستجد ما يقارب 500 ألف نتيجة وأنت عليك التفكير بكل هذه النتائج.

وهذا ما جعلنا نفكر بموضوع السيو _ مع أن الموضوع أعم وأشمل من ذلك_ إلا أنني حاولت توضيحه بهذه البساطة.

إذن كيف يعمل السيو:

نحن نكتب المقال ونرسله إلى جوجل مع التركيز على عدة كلمات داخل المقال تسمى "كلمات مفتاحية" وهي الكلمات التي نتوقع أن يبحث عنها القراء بعد نشر المقال.

يستقبل جوجل المقال ويدخله إلى مكتبته العظيمة في عملية تسمى _الأرشفة_ ويبدأ بالتعرف على الكلمات المفتاحية تلك.

يظل جوجل منتظراً أن يأتي أحد الباحثين ويكتب في مربع البحث نفس الكلمة المفتاحية الخاصة بالمقال_أو أحد مرادفاتها_ الذي كتبناها سابقا، فيبدأ جوجل في إظهار مجموعة من النتائج من ضمنها هذا المقال.

وعلى مدى التزامنا بقواعد السيو الآخرى يبدأ جوجل في وضع المقال هذا أعلى نتائج البحث حتى يراها المستخدم أولاً.

وبهذه الطريقة يستطيع جوجل حل جميع المشاكل التي نواجهها في العثور على المعلومات.

الآن، هل يوجد طريقة آخرى يمكن أن يعتمد عليها جوجل لفهم ما نريد؟ وهل ما زال السيو يمثل عائقا لدى بعض الكتاب بعد التحديثات الأخيرة؟