قد يجد القارئ المتعة في ساعات الفراغ من خلال قراءته لروايته المفضلة، وقد يجد الحنين فيها عندما يلاحظ أن أحداث أبطالها يمرون بنفس المواقف التي مر بها، بنفس الألآم والمأساة التي عايشها، لذلك قد ينغمس في قراءاته لساعات متأخرة، يتوقف عند كل زاوية، ويتأمل في كل لقطة، حينها يمكن أن نقول أن الرواية قد نجحت في تأدية واجبها الجامع بين المتعة السليمة والتأثير القوي للقارئ. لكن هل انجذاب وتأثير القارئ لرواية يعني نجاح الروائي في تصميم روايته؟

بإستطاعت أي أديب أن يجد موضوعًا لروايته ويجمع تفاصيلها المستمدة من واقعه المعاش سواء مما يقرأه أو يسمع عنه من أحداث لأي ناحية من نواحي الحياة. لذا فالرواية العظيمة هي التي تهتم بالأشياء التي تجعل الحياة نشيطة جياشة ذات قيمة أخلاقية ومعبرة بكفاءة، قد حققت الكثير من الروايات نجاحا باهرًا بين القراء وأهم عامل ركز عليه الأديب لوجوده هو واقعية القصة، وعمق في الوصف، لذلك الروائي الكبير من كانت تصميماته لها قيمة ذاتية في نفسها، ومعنى إنساني صادق، ولا يتناول الشؤون التافهة التي تقع فوق السطح بل يوظف العواطف والصراعات والمشاكل التي مهما اختلفت صورها.

لذلك من بين المعايير التي لابد ان يُراعيها الأديب أثناء تصميمه للرواية وهو أن يتصف بالصدق في علاقته بالقارئ كأن  يتحرى الدقة و الفهم البسيط، فإحترام عقل القارئ واجب الكاتب.

كما يتطرق لموضوع له دراية تامة بتفاصيله،  يفسر هذا المبدأ بأن الروائي يجب أن يقصر نفسه على ميدان يعلمه عن كثب وتربطه علاقته الشخصية به ولا يتجاوزه، فمثلا الكاتبة الإنجليزية "جان أوستن" لم تكن تقتصر كتاباتها فقط على كما كانت تعايشه شخصيا وإنما أيضا عدم تعرضها لعرض تفكير الجنس الأخر رجال، ووصفها لهم كان من وجهة نظر النساء وأغلب شخصياتها ومحاوراتها كانت تدور بين النساء والرجال، وقلة قليلة أين تجمع حوار بين الرجال وحدهم وهذا ما رأينها في روايتها "الكبرياء والهوى". لكن مع كل هذا لا يمكن أن ننكر أن البعض من الروائيين يمتلكون ملكة خاصة تجعلهم يتخيلون في صحة وصدق ما لم يروه، أو أشياء لم يعايشوها أبدًا.

وماذا عنكم يا أصدقائنا، ما المعايير التي تضيونها ولابد أن يركز عليها الكُتاب؟ وماهي أهم النقاط التي تركزون عليها أثناء تصميمكم لأعمالكم الأدبية.