بشكل أو بآخر ، لا يمكن أبداً أن تكون قارئـاً مخضـرماً وتهمـل قراءة زوربا اليـوناني ..

هي رواية للكاتب والفيلسوف اليوناني " نيكـوس كازنتزاكيس " ، وتعتبــر من ضمن أفضـل الروايات العالمية في القـرن العشرين..

تحكي الرواية عن رجـل مثقّــف ، ثري ، يلازم الكتب والقراءات بشكل أساسي للمعـرفة .. يلتقي بالصدفة مع رجـل شبه أمّــي ، مدرسته الوحيـدة هي ( الحيـاة ) وتجاربه التي خاضها .. تنشأ صداقة بين الرجلين ، وتدور حول مناقشات عامة طويلة في كافة مجالات الحيـاة بأسلوب سلس ومبدع ، جعلها من أفضــل قائمة ما تم انتـاجه في القرن العشرين ..

وتم تحويل الرواية الى فيلم هوليـودي بطـولة الممثـل الشهير المبدع " أنتـوني كوين " في الستينـات من القرن العشـرين ..

الرواية عظيمة ، وأنصـح بها كل متابع لمجتمع الروايات والكتب في I/O ، لأنها ستقدم لك معارف وتجارب ( نظـرية ) جيدة جداً .. خصوصاً عندما تعرف أن شخصية ( زوربا ) بطلة الرواية ، كانت شخصية حقيقيـة قابلها الكاتب ، وأعجب بها جداً ..

تم ترجمـة الرواية الى العربية عدة مـرات ، وغالباً متوافرة في كل الدول العربيــة من مختلف دور النشر .. كما متاحة إلكتـرونياً بسهولة ..

========

بعض الإقتبـاسات العظيـمة من ( زوربا اليـوناني ) :

  • ولماذا لا تكتب حضرتك - يا زوربا - كي تفسّـر لنا جميع اسرار الكون ؟

** لأنني أعيش بالفعل كافة أسرار الكون الذي تتحدث عنها أيها الأحمق وليس عندي الوقت لأكتبها .. ليس عندي وقت لأمسك هذه الأداة الفارغة التي تسمّونها " القلم " .. لهذا السبب انتشر الهراء في العالم ، فمن يعايشـون الأسرار ليس لديهم وقت لكتابتها .. ومن لديهم وقت للكتابة لا يعايشون الأسرار ..

=======

فتح زوربا عينيه بصعوبة وقال :

  • ياريّــس ، وحياتك .. انك شاب حديث السن ، فماذا بوسعك أن تفهم ؟ .. عندما تنبت الشعيـرات البيضاء في رأسك ، تعالي كي تتسامر معي حول هذا اللغـز الأبدي الذي لا نهاية لــه ..

= وما هو هذا اللغــز الأبدي الذي لا نهـاية له ؟

  • النســوان ياريّس .. النسوان .. ألم أقـل لك هذا مراراً ؟.. إما أن يسبغ علينا الله - نحن الرجال - نعمة المعرفة والإحساس لنفهــم هذا اللغز ، او يجري لنا عملية جراحيــة .. وإلا نحن هالكون ضائعون لا محالة !

==========

  • إن لكل انسان حماقاته ، لكن الحماقة الكبرى في رأيي هي ألا يكون للإنسان حماقات

  • إن الكلمات لا يمكنها أبدا أن تخفف عما في قلب الإنسان وتريحه. الصمت وحده قادر على فعل ذلك..

  • ما أمتع الحزن الذي يملأ النفس من مرأى المطر الهادئ المتصل! إن جميع الذكريات المريرة، الراسبة في أعماق النقس تطفو حينئذ فوق السطح، ذكرى الاصدقاء الذين ذهبوا، والابتسامات الحلوة التي ذبلت، والآمال العزيزة التي فقدت اجنحتها

  • إن في جسدك روحاً، ويجب أن تشفق عليها، أعطها شيئاً لتأكله أيها الرئيس، فإذا لم تطعمها تركتك في نصف الطريق

  • تخلصت من الوطن ، تخلصت من الكاهن ، تخلصت من الماء . إنني أغربل نفسي . كلما تقدم بي العمر ، غربلت نفسي أكثر . إنني أتطهر ، كيف أقول لك ؟ إنني أتحرر ، إنني أصبح إِنساناً !

  • إن الانسان قلما يحس بالسعادة وهو يمارسها، فاذا ما انتهت سعادته ورجع ببصره إليها، أحس فجأة وبشيء من الدهشة في بعض الاحيان، بروعة السعادة التي كان ينعم بها..

  • كنتُ مارَّاً ذات يومٍ من قرية صغيرة. كان ثمة جدٌّ هرم في التسعين يغرس شجرة لوز فقلت له: "إيه أيها الأب الصغير، أتزرع شجرة لوز؟" .. فالتفت إلي وهو محني كما كان وقال: "إني اتصرف يا بني وأكني لن أموتَ أبداً" فأجبته: "وأنا أتصرف وكأني سأموت كل لحظة" .. من منّــا على حق ياريّس ؟!

  • كلا، لا أؤمن بأي شيء، كم مرةً يجب أن أقول لك ذلك؟ إنني لا أؤمن بشي ولا بأي شخصٍ آخر، بل بزوربا وحده. ليس لأن زوربا أفضل من الآخرين، ليس ذلك مطلقاً، مطلقاً! .. إنه بهيمة هو الآخر .. لكنني أؤمن بزوربا لأنه الوحيد الذي يقع تحت سلطتي، الوحيد الذي أعرفه وكل الآخرين إنما هم أشباح. إنني أرى بعينيه وأسمع بأذنيه وأهضم بأمعائه وكل الآخرين، أقول لك، أشباح. عندما أموت أنا، فكل شيء يموت، إن كل العالم الزوربي سينهار دفعة واحدة !

  • هذه هي الحرية.ان تهوى شيئا ما وان تجمع قطعا من الذهب ، وفجأة تتغلب على هواك وتلقي كنزك في الهواء .. ان تتحرر من هوى لتخضع لهوى اكثر نبلا منه .. هذه هي الحرية !

  • عديدة هي افراح هذا العالم : النساء والفواكــه والافكار !

=========

ملحوظــتـان :

  • الأسلوب الذي كتب به نيكـوس كازانتزاكيس روايته الخالدة ( زوربا اليوناني ) أسلوب معقّــد جداً ، ويعج بمفـردات يونانيــة شديدة القدم والفصـاحة .. مما جعــل الكثير من المترجمين ، يوضّحــون في مقدمة الترجمــة مدى الجهـد الذي بذلوه لترجمـة هذا العمـل !

  • الأساليب مختلفة في الترجمة وخاضعة لثقافة المترجم .. تجد بعض الترجمـات تستخدم كلمة ( ياريّس ) في سياق الحديث .. وترجمـات أخرى تستخدم ( أيها الرئيس ) .. وترجمـات ثالثة تستخدم ( ياقائد ، أو يازعيم ) .. وهي كلها تنوّعات سببها الاختلافات اللغـوية والثقافية للمترجميـن العرب ، ومدى فهمـهم لأسلوب كازانتزاكيس ..

رواية عظيمـة .. استمتعوا بها :)