في كتاب مسؤولية المثقف، يرى المؤلف علي شريعتي أن المثقف الحقيقي هو من يعيش هموم مجتمعه ويشعر بمسؤوليته التاريخية تجاه وعي الناس وتحررهم. هو الذي لا يرى نفسه متفوّقًا عليهم، بل مسؤولًا أخلاقيًا عن وعيهم، ويمثل ضمير المجتمع في مواجهة الاستبداد وتزييف الوعي.

لكننا اليوم أمام مشهد مختلف تمامًا فالمثقف اليوم كثيرًا ما يتحول إلى مؤثر، صحيح قد يمتلك أدوات الوعي لكنه يوظفها لصالحه أو أهداف تجارية بحتة قد يكون في الترفيه أو تسويق الذات وقلما ما نجد ما يشغل باله بمشاكل مجتمعه أو تحرر الناس. وهكذا صار الفكر محتوى، والمثقف علامة تجارية، والوعي سلعة، فهل يمكن أن يستعيد المثقف اليوم دوره كضمير للمجتمع، لا مجرد مؤثر يسوّق ذاته؟