يقول غسان كنفاني: "ليس بالضرورة أن تكون الأشياء العميقة معقّدة. وليس بالضرورة أن تكون الأشياء البسيطة ساذجة. إن الانحياز الفنّي الحقيقي هو: كيف يستطيع الإنسان أن يقول الشيء العميق ببساطة".

​هذا القول يؤكد على أهمية الابتعاد عن التعقيد في الطرح، ومحاولة الاقتراب من فهم الناس لتحقيق الفائدة المرجوة من النص.

​ينتشر -في الأوساط الثقافية تحديدًا- رغبة في التعقيد واستخدام المصطلحات بشكل مفرط، حتى وإن لم تكن هناك حاجة حقيقية لها، فقط لأن ذلك يبدو أكثر عمقًا أو علمًا، وهذا ظنّ مضلل للغاية؛ لأن الهدف من الكتابة أو الحديث هو إيصال المعلومة، فإن لم يفهمها المتلقي فقد أخفق صاحب الحديث.

​وهنا نحن لا نتحدث عن الأطروحات العلمية أو الأكاديمية التي تتطلب أسلوبًا محددًا في الكتابة ولا يقرؤها إلا المتخصصون، بل نناقش ظاهرة عامة، حتى أن من يكتب في الصحف والمجال العام يفضلها وكأنها الأفضل. والحقيقة أن النص لا يستمد عمقه من التعقيد، بل من الفكرة التي يقدمها، والأدلة، والحجج، والرؤية، واستخدام المفردات في مكانها الصحيح دون تكلف.

​فما سبب هذه الظاهرة؟ وهل تحتاج الفكرة العميقة إلى مصطلحات معقدة؟ أم تتفقون مع معيار غسان كنفاني؟