حسين موظف ضيق الحال لديه من الأبناء سبعًا في مراحل عمرية وتعليمية مختلفة تبدأ بهالة الرضيعة وتنتهي بأحلام ذات الثمانية عشر عامًا وعلى وشك الزواج، كل واحد منهم له احتياجات وطلبات لا يقدر على تلبيتها جميعًا، وهذا الوضع من العوز ربما عاش فيه لسنوات لكنه وزوجته لا يكفان عن إنجاب الأطفال!
يمكنني أن أتفهم الحاجة قديمًا لإنجاب عددًا كبيرًا من الأبناء من أجل المساعدة في الأعمال الشاقة كزراعة الأراضي مثلًا، حيث كانت هناك حاجة لعدد كبير من اليد العاملة، لكن ما الحاجة لذلك الآن؟ خاصةً في ظل الزيادة السكانية الضخمة في عدد من الدول بشكل لا يتناسب مع الموارد، وحيث لا حاجة لعدد كبير من الأيدى العاملة في عصر التكنولوچيا، وكذلك وجود الكثير ممن يعانون الفقر.
لا أقول أن الإنجاب يجب أن يكون قاصرًا على الأغنياء، لا بالطبع لا أقصد هذا، ولكن أقصد أن هذا الطفل الذي نفكر في إنجابه له الحق في حياة كريمة، وإن كنا لن نستطيع توفير حتى أقل مقومات الحياة له من مأكل وملبس ومشرب وتعليم، فربما لا نفكر في الإنجاب أو على الأقل لنقم بتأخير الخطوة لحين تحسن أوضاعنا.
ويبقى السؤال ... لماذا يستمر بعض الناس إلى الآن بإنجاب عددًا كبيرًا من الأبناء بالرغم من عدم قدرتهم المادية؟
التعليقات