الحرية، ذلك المفهوم الذي يبدو بديهيًا لكنه يزداد تعقيدًا كلما اقتربنا منه، تتجلى بوضوح في رواية "الأجنحة المتكسرة". جبران خليل جبران لم يقدم الحرية كفكرة مجردة، بل جسّدها من خلال مأساة سلمى كرامة، المرأة التي امتلكت روحًا تواقة للتحرر، لكنها وجدت نفسها مقيدة بسلاسل المجتمع والتقاليد.
سلمى لم تكن ضعيفة، لكنها وجدت أن إرادتها وحدها غير كافية أمام قوة الأعراف والسلطة الذكورية التي صاغت مصيرها. لقد أحبت بحرية، لكنها لم تعش بحرية، وكأن الرواية كلها تصرخ بحقيقة صادمة: أحيانًا، لا يكفي أن نرغب في الحرية، بل علينا أن ندفع ثمنها.
لكن هل الحرية تُؤخذ بالقوة أم تُمنح؟ جبران لا يقدم إجابة واضحة، بل يتركنا أمام معضلة مفتوحة: هل كانت سلمى ستتمكن من تغيير مصيرها لو قررت التمرد كليًا أم أن بعض القيود أقوى من أي إرادة فردية؟
إلى أي مدى يمكن للفرد أن يواجه المجتمع في سبيل حريته دون أن يدفع الثمن غاليًا؟
التعليقات