"في قسوة الأب كان يكمن حب عظيم، حب يعجز عن التعبير عنه إلا بالصمت والصرامة"، كانت هذه الجملة التي قالها حنا مينا مؤلف الكتاب بمثابة مفتاح لباب من التفكير أظن أننا نهمله جميعاً.
وهو ذلك الباب الذي يجعلنا قادرين على برهنة وفهم تصرفات الآباء؛ لنفهم ما إن كانت حباً شوهت الضغوط طريقة التعبير عنه، أم كانت صرخة تعلن عن نهاية المشاعر والقدرة على التعبير عند الآباء.
وإن نظر كلاً منا إلى أبيه فسنجد أن الآباء يخوضون حرب قاسية مع الحياة؛ لتوفير متطلبات الحياة ولتربية الأبناء وحمايتهم، ولأسباب أخرى عديدة يمكن أن تنهار الحياة إذا لم يحرص عليها الآباء.
أما نحن فنهمل كل هذا، ونرغب في أن يتعامل معنا الآباء وكأن طاقتهم كلها مكرسة للتعامل معنا فقط، وأنا لا أنكر أن الأبناء من حقهم أن يحصلوا على معاملة طيبة وسوية، ولكن أليس للآباء حق في التقدير على ما يمرون به من أجلنا!
فكيف نخفف من حدة الحرب التي يخوضها الآباء من أجلنا، ونفهم مشاعر الحب التي تخرج وسط ردود أفعالهم القاسية؟
التعليقات