في كتاب السيرة الذاتية للعالم المصري الحاصل على جائزة نوبل عصر العلم يحكي أحمد زويل عن طريقة اختياره للمكان المناسب الذي يريد العمل فيه وهو في أمريكا ومن ضمن الأشياء التي وضحها وركز عليها ما أطلق عليه البيئة الحافزة وهو حسب وصفه البيئة التي بها تنافس شريف وحرية في الإبداع والابتكار ودراسة تاريخ المؤسسة لمعرفة الناجحين فيها وكيف كان لتأثير البيئة الحافزة عليهم في الإبداع فكان في الجامعة التي قرر في النهاية العمل بها وهي جامعة كالتيك العديد من العلماء الحاصلين على جائزة نوبل رغم أن الجامعة مساحتها وعدد العاملين والطلبة بها ليس ضخما ولكن نتائجها كانت مرتفعة مقارنة ببقية الجامعات التي عرضت عليه العمل فيها، وكان قراره صائبا وخاصة أن جزء الحرية للإبداع كان متوفرا والحصول على الدعم سواء من المؤسسة نفسها أو مؤسسات خارجية كان متاحا لتطوير خطة العمل له، وأدى هذا في النهاية إلى حصوله على جائزة نوبل في الكيمياء وكان دائما يقول إن هذا ما كان ليتم لولا وجود بيئة حافزة كالتي توصل إليها فبالنسبة لكم ما هي العوامل التي تجعلكم تختارون مكان العمل أو الوظيفة؟
كتاب عصر العلم: ما هي العوامل التي تجعلكم تختارون الوظيفة أو مكان العمل؟
بالتأكيد البيئة الحافزة التي ذكرها د/أحمد هي عامل أساسي لاختيار مكان العمل، وبالنسبة لي البيئة الحافزة تمثل:
- وجود مديرين لديهم خبرة حقيقية في كيفية إدارة الموظفين، وأستطيع بالفعل التعلّم من خبراتهم ومناقشة أمور العمل دون الخوف من وجود تحيزات لديهم، أو فرط سيطرة ناتج عنها.
- بيئة تنافسية وهذا عامل مهم جدًا، لأنه يجعلني أتطلع باستمرار لمن هو أفضل مني، ليس من باب الحقد ولكن لرغبتي في تطوير خبراتي.
- أن يتوفر لي فرص تدريبية سواء من خلال مؤتمرات أو كورسات لتطوير مهارات محددة، وهذا عادة يكون جزء من بيئات العمل الاحترافية، أما الشركات التي تهدف فقط لجعل الموظف ملكًا لها من خلال عدد ساعات عمل غير آدمية، وضغط مستمر، حتى لا يجد أي وقت لتطوير نفسه، ففي رأيي تلك بيئات عامل لا قيمة لها، وهي متواجدة بكثرة في الوقت الحالي.
- أخيرًا، وجود عامل السوى النفسي، وأتفهم أنه أمر عسير ولن يتحقق في معظم الشخصيات، ولكن هو من العوامل التي تساعدني على الشعور بالراحة في مكان عملي.
بيئة تنافسية وهذا عامل مهم جدًا، لأنه يجعلني أتطلع باستمرار لمن هو أفضل مني، ليس من باب الحقد ولكن لرغبتي في تطوير خبراتي
الأهم من أن تكون تنافسية، أن تكون تنافسية شريفة. من السهل جدًا إيجاد بيئة تنافسية، لأن من الطبيعي أن يطمح الكل إلى الحصول على مكانة عالية في مكان عمله، ولكن الصعب أن يكون ذلك بنزاهة. يعني ما الفائدة من التواجد في بيئة عمل كموظف يطمح لأن يصبح رئيس قسم ولكنه يعلم أن ابن المدير سوف يحصل على تلك الترقية أول الشهر؟
هذا ما جعلني أذكر نقطة الوجود في بيئة سوية نفسيًا تُقدر فكرة التطور الشخصي لكل موظف بل وتسمح لأي موظف بالوصول للمكانة التي يستحقها، ولكن بالنسبة لنقطة رئيس قسم ووجود ابن المدير في نفس مكان العمل، نحن هنا نتحدث عن درجة عالية جدًا من السوى النفسي، وشخصيًا لا اعتقد أنها موجودة إلا في أضيق الحدود، لا يوجد صاحب شركة تجارية كبيرة، سيترك إدارة شركته لأي أحد عدا أولاده، لذلك المنطقي هنا هو حسن تنشئتهم وتربيتهم على كيفية الإدارة والتعامل مع الزملاء والمستشارين دون أي تحيزات مسبقة لقرارات شخصية.
معيار الفوضى صار معيار مهم عندي هذه الأيام، أعمل منذ أيام بتشوش غير طبيعي بس زحام القاهرة الغير طبيعي، فكرت الآن في أنه ربما حان الوقت لاختيار منطقة بعيدة عن الزحام في القاهرة، على أطرافها مثلاً، هذا العامل لم يكن يمثّل لي شيئاً منذ زمن، ولكن حالياً يمثّل هاجس حقيقي، ربما كل ما يكبر الشخص تزداد الأمور التي تزعجه من هذا الباب وتصبح الفوضى وخاصة الفوضى الصوتية والازعاج السمعي مؤثران بشكل كبير على الدماغ، ومن المهم صار عندي في أي بيئة عمل أن لا يكونوا ملّاكها فوضويين أيضاً في مسألة توزيع المهمات على الفريق فتتغير مهمتي مثلاً كل ساعة مرة، أحب أيضاً صرت في هذا الباب الترتيب والوضوح وعدم الضياع.
من المهم صار عندي في أي بيئة عمل أن لا يكونوا ملّاكها فوضويين أيضاً في مسألة توزيع المهمات على الفريق
هذا عامل مهم نجد هذه الفوضى بكثرة في المشاريع الصغيرة سواء بتبادل الأدوار وأوقات العامل التي تتغير بشكل كبير، لاحظت هذا مؤخرا وكان سبب رفضي للعديد من أماكن العمل لأنه كان طلبي واضح وهو ساعات عمل محددة ثابته ولكن كان الرد بأن بعض العاملين معنا يدرسون ولهم أوقات تتغير وهكذا فكان ردي هذه ليست مشكلة ولكنها لا تناسبني في العمل وأعتذر عن العمل معهم، ما دامت المواعيد لا تناسبني ولأن الالتزام بالمواعيد بدوره يجعل الشخص يتمكن من استخدام الوقت في تطوير نفسه وليس أن ينتقل كل أسبوع من ميعاد عمل لآخر.
وهناك من تعرضت معهم لفوضى أعلى وهي أنني مضطر للتعامل مثلاً مع الساعات التي ينامها صاحب المشروع، فهو يحدد وقت العمل بحسب أوقات استيقاظه وهذا الوقت متبدل بشكل شبه يومي تقريباً، هذا يجعلك تضجر كثيراً من العمل وتشعر بأن يومك كله عمل رغم أن العمل فيه قد لا تتعدى فعلاً ساعات بسيطة يومياً ولكن بسبب هذه تلفوضى يجعل الشخص يتوهم ذلك.
وضع الشركة المالي وإستقرارة + الراتب
مالفائدة من بيئة تنافسيه و مدير متفهم مع راتب سيء لا يسمعن ولا يغني من جوع
التعليقات