الاكتئاب، الشعور بالوحدة، الانطوائية العميقة، الاضطرابات النفسية، التعلق المفرط، الشهية المسدودة أو المفرطة والاحتراق النفسي، وعدِّد ولا تَعُدّ! مع أنّنا لا ننكر حقيقة وجود هذه الثغرات النفسية طبيا ولا مجتمعيا، إلا أنّنا عندما ننظر للفرق في نسبتها الآن وقبل عقدين أو ثلاث فقط، نجد أن جيل الألفية و أواخر التسعينات بات هشَّا سريع الانطفاء النفسي والاستسلام! وربما لا نبالغ كثيرا عند القول أن المرأة السابقة كانت أكثر صلابة ورجولية من معظم رجال اليوم تخيّل! عقلية ديفيد جوجنز هي أكثر ما نحتاجه في هذا الجيل، فمثلا خذ موقفا لامرأة مُسَّت حرمتها و قُتِل أقرباؤها وأُسر البعض أمام عينيها، وهما نقطتا الضعف الأشد بالنسبة لها وقد نهضت تدعم المقاومة ضد الاستعمار وتقابل تعذيبهم بابتسامة، أتحدث عن لالة فاطمة نسومر ومثيلاتها.. وأسقطه على رجال اليوم الذين ينهزمون أمام فشل دراسي أو وظيفي أو علاقة فاشلة، حتى أني أذكر زميلا غاب عن الجامعة لأيام بسبب كلمة جارحة من أحد إدارة عمادة الكلية. حقيقة الضغف الذي بدأ ينهش هذا الجيل لا يمكن تغطيتها بالغربال، والرجولية أصبحت مسؤولية الجميع لإعادة النهوض بالأمة دون الاعتماد على ثلّة قليلة صلبة في حمل أعباء جيل كامل معطوب، وأظن أن قصدي بالثلّة القليلة واضح وأدركه فهمكم!

فما السبيل لإصلاح هذا الخلل النفسي وتقوية الصلابة الذهنية؟