الأنماط الأربعة للسلوك البشري. أين تجد شخصيك؟

من المهم للغاية تصنيف الشخصيات البشرية للتمييز بينها والتعامل مع كل منها بالطريقة التي تناسبها.

لكن من وجهة نظري، أعتقد أن البشر أعقد بكثير من ان يتم تصنيفهم إلى أربع اقسام فقط. فيمكن من تعاملنا اليومي مع الناس أن نجد بسهولة شخصيات أخرى خارج إطار الشخصيات الأربع الواردة، أو شخصيات تجمع صفات شخصيتين معا أو غيرها من الاختلافات الكثيرة التي لا يغطيها التصنيف المذكور. ولكن على الرغم من بساطته الشديدة، إلا أنه يعتبر أرضية لا بأس بها يمكن بناء تصنيفات أكثر دقة وتعقيدا منها.

نعم أؤمن بهذه التصنيفات و لكن دعنا نحول هذه التصنيفات إلى مسميات عملية :

1- الون الأحمر : القائد leader or driver: يمتلك صفات القائد و لا يقبل إلا إدارة الأمر و ليس تبعيته

2- اللون الأصفر: Expressive : يمتلك مهارات التقديم و ال show المستمر و يفرض نفسه لأنه يتمتع بمهارات التواصل

3- اللون الأخضر: ِ عاطفي Amiable: يجب التعامل و التأثير عليه بكل عاطفة و مشاعر

4- اللون الأزرق: ِ Analytical تحليلي: و هنا يجب التعامل معه بالبيانات و المعلومات

أثبت في علم الشخصية بأنه لا توجد شخصية تمتلك نوع واحد فقط بل على الأقل نوعين من الصفات و لكن تتغلب واحدة عن الباقي بنسبة لا تقل عن 70%.

لا أرى الأمر من هذه الزاوية التي تُبسِّط الرؤية. فنظرية التقسيم اللوني لا توازي التعقيد البشري بالقدر الكافي، وهو ما يضعنا أمام معضلة تفسيريّة، حيث أن الكثير من المعايير لا يمكننا مراجعتها وتفسيرها. بالإضافة إلى ذلك، لدينا مشكلة أخرى، وهي تقاطع مختلف أشكال الشخصيّات مع بعضها البعض، حيث أن الشخص الواحد ليس من الضروري أن يكون نوع النفسي منحصرًا في نوع واحد، وهذه مشكلة أخرى.

صراحة أجد نفسي في اللون الأصفر وهو من الألوان القريبة إلى قلبي، له العديد من الصفات الرائعة التي تجعله يلوح في الأفق كلما تذكرنها. واحدة من هذه الصفات هي الدفء والأمان، فهو يذكرنا بالشمس وضوءها الدافئ والمشرق. اللون الأصفر يمكنه أيضًا تحفيز الإبداع والأفكار الإيجابية، فهو يترافق دائمًا مع الشعور بالتفاؤل والسعادة.

أنا أجد هذه التصنيفات مفيدة لفهم السلوك البشري والتواصل بشكل أفضل. أعتقد أن كل شخص يحمل بعض الصفات من كل الألوان، ولكن بدرجات مختلفة. أنا شخصيا أشعر بالقرب من اللون الأزرق، لأني أحب التحليل والمنطق والدقة. وأنت؟

بالنسبة للأنماط الأربعة للسلوك البشري، فإنها تعتبر نماذج تقليدية وغير دقيقة بشكل كامل في تصنيف واحد للأفراد. قد يكون لدينا صفات وسلوكيات متعددة ومتنوعة تتداخل وتتأثر ببعضها البعض. لذلك، يمكن أن يكون من الصعب تحديد نمط واحد يمثل شخصية الفرد بشكل كامل.

على سبيل المثال قد يكون اللون الأزرق مثيرًا للاهتمام وملاحظًا، ولكن ليس بالضرورة أن يكون هذا النمط مطابقًا لشخصية الفرد بشكل كامل. فقد يكون الفرد مهتمًا بالترتيب وملاحظًا للتفاصيل، ولكنه قد يتمتع أيضًا بجانب منفتح ويهتم بالمشاعر والعلاقات الإنسانية.

لذا، يجب النظر إلى الشخصية بشكل شامل ومتكامل، والاعتماد على تفاصيل أوصفاتها الفردية بدلاً من الاعتماد على تصنيفات عامة وعابرة لتقييم الفرد.

أظن أن شخصياتنا البشرية أعقد بكثير من أن نقسّمها إلى أنماط بسيطة محددة بهذا الشكل. نحن مزيج من الأضداد والتناقضات التي لا تحتمل تقسيمنا إلى مجموعات بحسب الطباع أو الألوان أو غيرها. رغم أن بإمكاننا الاستفادة طبعاً من بعض التصنيفات النفسية التي تسلط الضوء على بعض السمات البشرية مثل النرجسية وخلافها، لإدراك كيفية تعاملنا مع أنفسنا والآخرين.

إن الألوان مميزة كل منها على حدة، وكذلك البشر، ومن الغريب ان حقيقة الأمر هي أن الألوان تختلف من منظورها من شخص لاخر.