قد يتشارك البشر في فترة زمنية ومكان واحد ويخرج من بينهم من هو أبلغ وأعلم بعلم الكلام والحديث، من الممكن أن يسرد الجميع الشعر لكن لن يكون هناك سوى عنترة واحد فقط، ولذلك فأنا أعتقد أن البلاغة والفصاحة شيء فطري والبيئة ما هي إلا عنصر مساعد

من العجيب أني قرأت كتابًا ليحيى حقي جاء بعنوان "خليها على الله" .. الكتاب يعتبر مذكرات وأفكار يرويها لنا يحيى حقي بينما يسرد رحلة حياته، وفي إطار التحاقه بالمحاماة كان ينظر إلى المحامين بينما يتشدقون ويتصايحون بغرض إثبات أدلتهم، يرى آخر يتملق للقاضِ، وغيرهم يسعى للتحدث وكأنما هو في ساحة أدبية .. فيقول لنا حقي : كنت أعلم أن الخطابة شيء فطري لكنها قد تكتسب بالتعلم .. ولكن إن كانت كذلك فما سر التمايز بين محام وآخر؟ ما سر تفوق شاعر على شاعر وأديب على أديب إن كانت البلاغة والفصاحة لها أن تُكتسَب ؟

فهل في وجهة نظرك، هناك عوامل خارجية مثل التنشئة، أو والتدريب، أو الظروف النفسية، أو ظروف العمل، تُساعد الإنسان على أن يكون فصيحًا وبليغًا أم أن الأمر في نظرك فطري بحت؟ وما دليلك على ذلك؟