ما بين تأديب النفس و جلد الذات تُبنى مقبرة قدراتنا


التعليقات

النقج المستمر يجب حتميًّا أن يتحقّق في سياق رياضي أو قابل للقياس، حيث أن تتبّع خطواتنا ونقدها في المطلق ليس بالعملية المنتجة على الإطلاق. لذلك أرى أننا قبل النقد الذاتي، يجب أن نضع أمام أعيننا الهدف الأساسي الذي نرغب في القياس على أساسه، ومن خلال ما نقطعه من مسافة، أيًّا كانت طريقة قياسنا، نحدّد ماهيات هذا النقد. لذلك نستطيع بمنتهى السهيلة من خلال هذا الأسلوب أن نوجد طريقًا مختصرًا نحو النقد البنّاء، عوضًا عن تأنيب أنفسنا بلا طائلٍ.

و أنت ما رايك؟ كيف نتبنى أسلوب تأديب للنفس دون الوقوع في جلد الذات؟ لو وقعت في دوامة جلد الذات، كيف ستقوم بمواجهتها للخروج منها و الحفاظ على ذاتك؟

لقد كنت أعاني فعلاً من هذا الأمر، ولكن وبعد بحث كثير بجديّة عالية عن طريقة أستطيع بها فعلاً تطوير وتقويم برنامجي اليومي وسلوكي الروتيني وأفكاري وطرق عملي وانتاجيتي حتى لو وقعت بالخطأ دون أن أقع فريسة لتأنيب الضمير أو النفس وفخ الشعور السلبي المقيت الذي كنت أعيشه جراء وضعي لبرامج عمل وبالغالب يصعب عليّ اتمامها أو وضعي لقيوم أخلاقية أو انتاجية عمليّة ويصعب عليّ الالتزام بها، أخيراً استطعت أن أجد مبدأ أعيش به يُريح ويشتغل فعلاً في هذه الموضوعة، وقعت تقريباً على قناة الدكتور أحمد عمارة استشاري الصحّة النفسية على اليوتيوب وبدأت متابعته وأخيراً سجّلت بواحد من دوراته، أذكر اسمها: قوّة الكلمة والتفكير - حل المُشكلة التي اكتشفتها هُنا بسيط وذلك عبر تقنية: نحوَ وليس بعيداً عن! - في هذه التقنية يُعلّم عمارة طريقة جديدة لإدارة الفكر البشري الذي يتعامل مع الأمور الروتينية ويقول بأنّ لكل شيء في الحياة اتجاهين لتطويره وهي إمّا بعيداً عن أو نحو - فمثلاً الأم حين تُريد أن تجعل ابنها يتطوّر سلوكياً إمّا أن تقوم بإبعاده عن الخطر بنفسها وبسرعة أو تقوم بجعل الطفل يتجه نحو الهدف بطريقة أخرى وأنّ الطالب عادةً حينما يواجه مادة يصعب عليه النجاح بها يقوم بالقول لنفسه عليّ أن أنجح بأي طريقة كانت لأكون بعيداً عن الفشل وأمّا غيره قد يقول: سأدرس لأكون نحو النجاح وبأعلى درجات.

كُل شيء نتعامل معه بطريقة بعيداً هي طريقة مشابهة لتأنيب الضمير والنفس، أمّا من يعمل بطريقة نحو غالباً سيكون متقبلاً للعثرات وواعياً بها وغير مشغول بتأنيب نفسه، بل سيجد لها طريقة أخرى نحو حل المشكلة

أي أنّ ما علينا فعله هو بذل جهدنا في سبيل أهدافنا مع العلم أن النجاح قد لا يكون نتيجة مباشرة لجهودنا.

تماماً هذا بالضبط مقصدي وأن يكون الساعي وراء النجاح أو الهدف يُركّز فعلاً بطريقه على الهدف والوصول إليه بكل طريقة ممكنة، لا أن يكون تركيزه فقط بأن يكون بعيداً عن مخاطر عدم تحققه، فالطريقة الأولى تؤمّن نجاحاً أهم بكثير من الثانية التي تضمن لنا تقدماً بطيئاً في الحياة.

و أنت ما رايك؟ كيف نتبنى أسلوب تأديب للنفس دون الوقوع في جلد الذات؟ لو وقعت في دوامة جلد الذات، كيف ستقوم بمواجهتها للخروج منها و الحفاظ على ذاتك؟

لكي نتبنى أسلوباً صحيحاً لتأديب النفس، يجب علينا أولاً فهم مفهوم "تأديب الذات" بشكل صحيح. الذي يشير ببساطة الى القدرة على إيجاد التوازن بين تحقيق الأهداف وتحقيق السعادة الداخلية. ومن أجل ذلك، يلزم أن نتعلم كيفية تحليل سلوكنا الخاص.

لذا، يوصى بإنشاء خطة لتحسين جودة حياتك وتحقيق أهدافك. يمكن البدء بإضافة بعض الأنشطة المفيدة إلى يومك، مثل ممارسة التأمل أو اليوغا. كما يمكن البحث عن النصائح المهمة عن طريق البحث عبر الإنترنت أو قراءة الكتب المتخصصة التي تعالج الموضوع.

لابد أن يتذكر الشخص دائماً أن تأديب الذات لا يعني الوقوع في جلد الذات. يجب أن يتم التركيز على التحسين المستمر وتحقيق السعادة الداخلية والتوازن في الحياة.

تأديب الذات يشير إلى مجموعة من الإجراءات التي يتم إتخاذها لتقويم اية إنحرافات عن الأهداف الأساسية التي يضعها أي فرد لحياته. ما طرحتموه من تعريف لتأديب الذات مثير للإهتمام إلا أنني أعتقد بشدة أنه يتفق مع إحدى النتائج غير المباشرة التي يحققها تأديب الذات وليست مع المفهوم بذاته. فعندما أقوم بتصحيح الفروقات التي تحصل بين النتيجة المحققة والهدف النهائي فإنني أقوم بشكل تلقائي بالإسراع من تحقيق أهدافي وبلوغ السعادة .

 تأديب للنفس دون الوقوع في جلد الذات

أتفهم أنني بالنهاية بشر أخطئ وأصيب، قد تزيد همتي أحيانًا وقد تضعف، ولا بأس، أحاول إظهار أكبر قدر ممكن من الانضباط، ولكن إن لم يفلح الأمر فلنعاود المحاولة. في الواقع أنا أدرك جيدًا أنني سأظل أحاول طول عمري، ولكن هذا هو الهدف من العيش أصلا. من قال إن كل شيء يجب أن يكون مثاليًا؟! يكفي أن نسعى لأن يكون كذلك مقتنعين بأننا مهما حاولنا سيظل النقص مرتبطًا بأفعالنا في الحياة.

تؤخذ أقداركم من أفواهكم.

مثلا، إن قلنا لأنفسنا بشكل مبالغ أننا لا نستطيع القيام بشيء معين، فإن عقلنا يسجل أننا لا سنتطيع حقا القيام بذاك الشيء، و بذلك نفشل دوما حين يتعلق الأمر بالشيء نفسه،

عكس هذا التفكير يُعبر عنه بمصطلح mainfasting والذي برأيي يحل هذه المشكلة من خلال الثقة بقدرتنا على فعل الأمور الذي نحتاجها وتذكير أنفسنا دائمًا حتى بأمور بصرية بأننا قادرين على ذلك.

لو وقعت في دوامة جلد الذات، كيف ستقوم بمواجهتها للخروج منها و الحفاظ على ذاتك؟

بالنسبة لي الأمر صعب، أقوم بجلد ذاتي كثيرًا ودائمًا ما أجد أن المشكلة كان بسبب خطأ مني، والأكثر بأنني سمحت لهذا الأمر بالحدوت أو بتدهور الأمور لهذا الحد.

أعتقد أنه عندما نذكر أنفسنا دائمًا بأننا قد نكون مخطئين أو ممكن ان يكون هناك الأفضل، وهذا ليس مشكلة أبدًا او عيب/ تقليل من قدراتنا.


كتب وروايات

مُجتمع متخصص لمناقشة وتبادل الكتب (غير المتعلقة بالبرمجة والتقنية بشكل مباشر) والروايات العربية وغير العربية والمواضيع والأخبار المتعلقة بها.

77.9 ألف متابع