في جلسة مع طبيبي النفسي، سألني عن ماضي، فصمتُّ للحظات لأراقب الحوار بداخلي. قلت: "لا أستطيع النسيان، فكيف أنسى السبب الذي جعلني أفقد نفسي وأصبح شخصًا لا يشبهني؟
الجميع تعامل معي لحل المشكلة ، لكنهم لم يهتموا بي أنا. كنت بريئًا مما رأيت و نفسي أصدق مما عشت ، لكنهم ركزوا على المشكلة، لا عليّ."
سألني: "ما الذي يلاحقك بسببهم؟ وكيف تشعر؟" إبتسمت بسخرية وقلت: "اهتموا بإنقاذ فترة من حياتهم وتركوا إنقاذي. تجاوزوا فترتهم، بينما بقيت عالقًا هناك. روحي ما زالت تبحث عن المبررات، وجسدي يتحرك بلا هدف. ظننت أنني تجاوزت الأمر، لكن الماضي وضع بصمته في نفسي، تعاملي، وحديثي. إنه ما زال يغير الكثير فيّ."
سألني: "أين الألم الآن؟" بعد صمت طويل، قلت: "الألم ليس في ما مررت به، بل في أنهم ما زالوا يتهمونني بجرائم كانوا هم أسبابها ودوافعها.
الحقيقة أعمق بكثير مما تراه العين، الحقيقه دائما تقع خلف الستار."
طلب مني تحديد الفارق بيني وبين شبيهي الذي أصبحت عليه. أخبرته: "كنت أحب الحياة وأبادل المشاعر بصدق وعفوية. كنت شفافًا، يراني الجميع نقيًا، حتى أتت ضربة قاضية دمرت كل شيء. لم أتغير فجأة، بل كانت تراكمات وكبتًا حتى أصبحت عكس نفسي القديمة. الآن أنا هادئ، قليل الكلام، أكتفي بالملاحظة، وأهرب إلى هدوء الليل، الظلام، القهوة، والكتب. الجميع سحب يده تاركيني ورائهم، فأصبحت أكره مد يدي لأي سلام خوفًا من سحبها مجددًا.
أرى تفاصيلهم وعيوبهم، لكنني لا أملك طاقة لفعل شيء سوى المراقبة."
التعليقات