لا يوجد من لم يمر بصدامات مع غيره، وكذلك فمعظمنا له علاقات (منتهية نهاية سيئة) سواء على مستوى الأقارب أو الأصدقاء أو غير ذلك، ولكن هل تساءلت من قبل عن سبب تلك الصدامات؟.

أعلم أنه من العسير أن نصل لسبب واحد وهذا لأن لكل علاقة خصوصيتها وأسباب ضعفها وانتهاءها، ولكن دعنا نفكر قليلاً.

لو سألنا أنفسنا الآن عن ذلك الصديق الذي انتهت علاقتنا به من قبل، وأردنا أن نخبر أنفسنا عن سبب انتهاء العلاقة بهم ، هل سنخبرها إن كنا الطرف السئ في العلاقة وأننا لم نقدر صديقنا هذا حق قدره؟! لا أظن ذلك، بل في الغالب سنعدد أسباب انتهاء العلاقة وستكون كل الأسباب تخص صديقنا هذا، فهو فعل كذا وكذا وفيه صفات كذا وكذا ووقع في الخطأ الفلاني والفلاني..

ولكن ماذا لو علمنا أننا نحن السبب في معظم علاقاتنا التي ضعفت بعد وقتٍ ومن ثم انتهت بصورة غير جيد

الكاتب عبد الوهاب مطاوع يقول في كتاب (صديقي ما أعظمك) حيث في هذا الكتاب :

"وَمُعظم مشاكلنا في التعامل مع الآخرين تأتي مِن خطأ في تفكيرنا نحن لا في تفكيرهم هم، فنحن نُفكر في الناس دائمًا كما لو كانوا مِثلنا تمامًا مُتطابقينَ معنا في كلِ الصفات النفسية والأخلاقية، وبالتالي فإننا ننتظر منهم أن يتصرفوا معنا كما لو كانوا نحن وكُنا هم، فإذا جَاءَ ما ننتظره منهم أقل مما نتوقعهُ صُدمنا فيهم وتغيرت مشاعرنا تجاههم وخسرنا صفاء نفوسنا، وربما خسرنا صداقتهم، وَ نُكرر هذا الخطأ دائمًا مع أن كل إنسان هو وحدة قائمة بذاتها، لهذا فلابد أن تختلف ردود أفعاله إلى حدٍ ما عن ردود أفعال الآخرين، وما لم نعرف ذلك وَ نوّطن النفس على قُبوله، عانينا معهم، وَ إتهمناهم بالجحود وَ خسرنا سلامنا النفسي، وَ إزداد إحساسنا بالغُربة وَنحنُ وسط زِحام الآخرين".

( التفاهم ) من وجهة نظري هو سر استمرار الزواج بصورة جيدة دائماً، وهو سبب استمرار الصداقة وكافة العلاقات الإنسانية، واعتمادنا على الحب أو الاستلطاف وحده لا يحمي العلاقة من الاضطرابات والضعف الذي يتبعه انتهاء أبدي في الغالب، فأي أساس غير التفاهم هو أساس واهٍ ضعيف، لا يكفي لأن تستند عليه علاقة قوية.

والتفاهم لا يكون إلا مع ما نرتضيه لأنفسنا صديقاً أو حبيباً أو حتى جاراً، فإذا ارتضيت أحدهم واكتفيت باللطف أو المحبة الواهية دونما تفهم لطبيعته المختلفة عنك، فتأكد بأنها علاقة ليست بالقوية، وأنها عرضة دائماً للانتهاء لسبب لا يذكر.

وهنا عزيزي القارئ لدي سؤال: ما هي الأسباب الأخرى لإنتهاء العلاقات، وما الدرس الذي استفدته من علاقاتك المنتهية؟