مؤخرا تشهد مواقع التواصل الاجتماعي زخما اعلانيا كبيرا للتسويق لدورات العلاج النفسي، نرى عناوين على سبيل "كيف تصبح سعيدا"، التي ربما تكون مخادعة لشرائح مجتمعية كبيرة لأنها بالدور الأول تؤثر على الحالة النفسية، وتجعلنا بدون أي تفكير ننخرط فيها من أجل حصد السعادة.
قرأت في هذه الفترة كتاب " استراحة نفسية" للكاتب كريم اسماعيل، جعلني أعي تماما أن فكرة السعادة ليست بتلك السطحية التي ممكن أن نناقشها في دورات، وجعلني أتساءلّ:ربما السعادة منطقة نصل اليها أم أنها طريق راحة نلتقي بها في خضم تحديات الحياة ؟
نستشعر من خلال أحد أفكار الكاتب مدى أهمية فكرة السعادة كنموذج وطريقة حياة، أكثر منها نقطة وصول.
الكثير من الأشخاص يظنون أنها محطة نصل اليها يوما ما، وهذا اعتقاد متوارث في الحياة البشرية، فيوجد من يرى سعادته بشراء سيارة معينة، أو برحلة الى بلد معين، فيجعل منها محطة وصول تنتهي بإنتهاء مدة الرحلة أو ثمن الوصول. ففي العديد من الحالات نجد أن ما كنا نشعر أنه يمثل سعادتنا بعد إمتلاكه يصبح عاديا بعد مرور الوقت.
في حين أن الكاتب يعتقد أن السعادة هي محطة راحة في طريق الحياة مستدل بأن معظم الأشخاص الذين عاشوا من أجل تحصيل السعادة ماتوا ولم يشعروا بها. لذلك يرى كريم اسماعيل أن السعادة مختزلة في كل محطة في الحياة. ويؤكد أن علماء النفس يرون أن السعادة هي حالة متحركة وليست ثابتة يعني متجاذبة في ترددات على حسب أحداث الحياة. نستنتج منه أن لايوجد سعادة أبدية ولا وجود لتعاسة أبدية.
لكن هل السعادة حقا، تكون نتاج التحديات أم أنها نقطة وصول؟ وكيف ترون السعادة بالنسبة لكم؟
التعليقات