رواية الأجنحة المتكسرة، الغباوة العمياء قاطنة بجوار العواطف المستيقظة

وهو ما يسمى بال Stereotype

الأمر لا يقتصر على العاطفة وحسب هناك الكثير من الأمور التي نضعها ضمن قالب ونتعامل به وهو أبعد ما يكون عن حقيقة الأمر.

الشعب العربي كله يوصف بالعاطفية وهذا ما نراه في الحوادث التي تسبب ضجة وتقاد من خلالها الشعوب وربما كرة القدم من أكبر الأمثلة التي نلاحظ من خلالها استجابات الذكور العاطفية في حال خسر أو ظلم فريقهم .

لكننا مستمرين في جعل صفة العاطفية صفة أنثوية

أما عن كون هذه الصفة ملازمة للغباء فذلك لأن الإنسان المأخوذ بعاطفته يمكن استفزازه بسهولة وتكون سلوكياته رد فعل غير مدروس بناء على محفزات خارجية.

برأيكم هل تعتقدون أن العاطفية صفة مرتبطة بجنس دون آخر؟

نعم العاطفة مرتبطة بجنس دون الآخر، وهذا الارتباط سببه أن المرأة لديها القدرة الأكبر في التعبير عن عاطفتها، ومعنى الارتباط ليس القصر، فقد يوجد رجال لديهم عاطفة أقوى وأكثر من المرأة.

فعلى عكس ما يشاع لدي البعض أن الرجال يتمتعون بالقسوة ولا يتمتعون بأي عاطفة بل علي العكس تماما فالرجال لديهم عاطفة قد تفوق ما تتمتع به الأنثي ولكن هناك فرق بينهم في طرق التعبير عن تلك العاطفة كما أن فطرة الله التي فطر عليها خلقه تساهم في ذلك فمن المعروف أن أدم خلق من طين فالطين يعد أمر مادي لذا يفسر العلماء أنه يؤثر علي طبيعة الرجل وطريقتة في التعبير عن ما بداخلة من عواطف . أما المراه فقد خلقت من ضلع أدم يعني من دم ولحم وهذا يفسره العلماء علي انه أمر يتعلق بكثرة العاطفة لدي المرأه وبقدرتها علي التعبير عنها والجدير بالذكر أن هناك العديد من الأسباب التي تؤدي إلي هذا منها

النشأة الاجتماعية: فهي تتدخل النشأه وثقافة المجتمع في نمو أو كبت العاطفة وبشكل خاص لدي الرجل حيث أن أمر المرأه محسوم ونجد أن الغالبية العظمي من المجتمعات الشرقية تعمل علي تنشأة الصبي منذ صغرة كونه رجل لا يجب أن يبكي أو يعبر عن عاطفتة وكأنه ليس إنسان لا يشعر بل من يحاول من الصبيه أن يبكي فإن أول كلمة تقال له أنت لست رجل فكل تلك الأشياء تعمل علي خلق شخصية إلي حد كبير جامدة ومتحجرة عاطفيا مما يجعل هناك فرق كبير في العاطفة ما بين الرجل والمرأة.

الفرق في طريقة التعبير عن العاطفة: هناك فرق واضح بين طرق التعبير عن العاطفة بين الرجل والمرأة فالرجل في أغلب الأمور يخفي عواطفة داخلة ولا يحاول أن يبديها لأي أحد إلا في أضيق الحدود فلا نجده يبكي أمام أحد أو غيرها من طرق التعبير عن العاطفة حتي انه يقال أن الرجل إذا بكي أمام أحد فإنه يكون قد تعرض لضغط نفسي غير عادي أدي به لتلك الحالة , وعلي العكس تماما نجد أن المرأة دائمه التعبير عن ما تشعر به في كل الأحوال تبكي وتصرخ وتحب وتكره وفي كل تلك الأحوال تخرج وتعبر عما يدور في داخلها من عاطفة.

متي وكيف يعبر الرجل عن عاطفتة: الرجل تركيب الدماغ لديه مختلف عن المرأه حيث أن الدماغ تنقسم لدي المرأه قسمين المنطق والعاطفة والصلة بينهم كبيرة بينما في الرجل ذات القسمين الصله بينهم ضيقة ومتعرجة مما يجعل هناك إختلاف في طبيعة العاطفة من الناحية العلمية أما عن الحياة العاطفية للرجل فإنه يتمتع بها مثل تمتع المرأه ولكن لا يظهرها بنفس الشكل.

ومن ناحية أخري يؤكد العلماء علي أن طبيعة الهرمونات تلعب دور كبير في الفرق في العاطفة بين الرجل والمرأه حيث نجد أن هرمون التوستيسترون له كبير الأثر علي العاطفة لدي الرجل حيث نجد أن المرأه تعبر فور عن مشاعرها في حين أن الرجل يبذل مجهود لكي يعبر عن عاطفته.

وهل تعدون أنفسكم أشخاصًا عاطفيين أم عقلانيين ؟

أنا أفكر في الأمور وأزنها بميزان قوي وعادل، فلا أخضع لكثير من العواطف التي تؤثر على على الناس، لا أقثد هنا عواطف الغضب والحزن، بل أقصد التعاطف مع شئ لمجرد أننا تربينا عليه، أو عاطفة نحو شئ لمجرد أنني أنتمي لغيره. لكن بالنسبة لمشاعر الغضب أو الحزن أو الفرح كثيرا ما تؤثر علي بحيث أتصرف بناء عليها بعيدا عن العقلانية، خصوصا في حالات الغضب.

اعتقد ان العاطفية مرتبطة بجميع الكائنات الحية على وجه البسيطة. وبالنسبة لنا نحن البشر هي صفة عامة مرتبطة بوجودنا جميعا بغض النظر عن جنسنا. وأعد نفسي عاطفيا في الاساس ثم يأتي العقل فيحكم الطوق على العاطفة فيردعها ويحد من طغيانها.

أعتقد ان العاطفية مرتبطة بالانثى كونها عاطفية ويتحكم فيها الجزء الأيمن من الدماغ، وهي تميل الى منطق الأمور أكثر من الحدس وفي نفس الوقت فان كثير من قراراتها على غريزتها الانثوية والتي تطغى عليها السمات العاطفية.

اما الرجل فانه ومع وجود العاطفة لديه ولكنه يستثمر الحدس اكثر من المنطق وجانبه الايسر في الدماغ ينتصر على جانبه الايمن في الدماغ وبالتالي تكون قراراته مبنية على الادلة والمعلومات والخبرات.

اما بخصوصي فانا لست عاطفيا مجردا ولا عقلانيا مجردا، فانا اميل الى مزيج من العاطفية والعقلانية معا، ولكنني اتسلح بخبراتي في الحياة وقدرتي على جمع البيانات الدقيقة حول الموضوع او المشكلات ومعالجتها من خلال تحويلها الى بيانات وبالتالي استثمرها في اتخاذ القرارات ..

قرأت مطلع هذا العام رواية "الأجنحة المتكسرة" لجبران خليل جبران.

صفحات قليلة، قصة بسيطة تخلوا من التعقيد، لغة شاعرية رقيقة وجميلة يتخلل سطورها نزعة فلسفية راقية. تشبه كثيراً الروايات التي ترجمها المنفلوطي مثل روايات "الفضيلة" و "الشاعر" و "ماجدولين"، تشبههم كثيراً من حيث اللغة والجو العام للقصة. وسلط في روايته تلك الضوء على الكثير من الأمور منها "الشبيبة والشيب" وتحدث عن الطيبة التي يخدعها المتملقين ويتحدث عن الطيبين وكيف يكونون لقمة سائغة لمن هو قادر على الخداع والمكر وتحدث كذلك عن المرأة حين تُستغل.

عيب القصة أن بها شئ من الإستسهال لم لم أستطع تجاهله.

تقييمي للرواية ١٠/٧

أما عن العاطفة الحقيقية فأنا ارى أنها هي تلك التي يشعر بها القلب ويزنها العقل، فإن اعتمدت العاطفة على القلب فقط كانت تميل إلى السذاجة. وكذلك الأمر إن كنا نحكم على الأمور بعقلنا فقط وأقصينا عنا العاطفة، حينها سنكون كتلة من القسوة والجمود. فالعاطفة جيدة حين تكون نتاجاً لإحساس راقي وتفكير منطقي.

والعاطفة ليست مرتبطة بجنس معين، بل هي رحمة يضعها الله في قلوب عباده بذكرهم وأنثاهم، وهناك العديد من الناس محرومون من تلك النعمة، نعم..مشاكلها كثيرة لكنها على الأقل أفضل من قسوة القلب.

وأنا أعد نفسي شخص عاطفي جدا وهذا شئ له مزاياه ومتاعبه. ولكنه يكون عظيماً عندما تشرك عقلك في العاطفة، فالعاطفة وحدها عمياء وقد تضر.

قرأت في أحد المجالات التي تناولت هذا الموضوع بأن علماء النفس يرفضون فكرة أن الرجال في الواقع يشعرون بالعواطف أقل من النساء وبدلا من ذلك اقترح الباحثون أن الرجال تظهر العاطفة التقييدية أو المقيدة وهي الميل إلى منح التعبير عن المشاعر وعدم الرغبة في الكشف عن المشاعر الحميمية إلا أن ذلك يؤثر على الصحة ويؤدي إلى اضطرابات القلق.

أما النساء فهن يعبرن عن المشاعر بشكل متكرر أكثر من الرجال ويظهرن بشكل أكبر تعبيراتهن العاطفية.

ولذلك فلا أعتقد أن العاطفة ترتبط بجنس دون الآخر فكل من الجنسين عاطفي غير أنهما يختلفان في التعبير عنها وإظهارها