لطالما ظننا أنّ السعرات الحرارية هي السبب الرئيسي والأساسي في زيادة أوزاننا، و أنه عندما نتناول سعرات حرارية أكثر من السعرات التي نحرقها فأنا وزننا سيزداد. ولكن وجهة نظري تغيّرت تمامًا عندما قرأت كتاب شيفرة البدانة للكاتب المبدع جايسون فانغ عندما قال أن السعرات الحرارية ليست السبب الرئيسي في زيادة أوزاننا.

يبدو وحسب الكتاب أن تقليل السعرات الحرارية (الواردة) يقلل قدرة الجسم على إخراج (تصدير) السعرات الحرارية.

فلو كان جسمنا يحرق 2000 سعرة حرارية وقللنا سعراتنا (الواردة) ل1500 مثلا فإن أجسامنا ستخفِض بالتالي عملية إخراج (تصدير) السعرات بما يتناسب مع هذه ال1500 سعرة، أي ستبدأ باستخدام 1500سعرة فقط عوضا عن 2000 كنوع من التكيف مع هذا التغير.

تماما كما يعمل جهاز التكييف، فمثلا هب أننا في غرفة درجة حرارتها 20مئوية مثلا، واشعلنا بها جهاز التكييف على درجة 0 مئوية، فشعرنا بالبرودة وقررنا إدخال مدفئة للغرفة، وبالفعل أصبحت الغرفة أدفأ، ماذا سيفعل جهاز التكييف؟

بالتأكيد سيزيد من كمية الهواء البارد حتى نصل الغرفة لدرجة حرارة صفر حتى يستعيد درجة الحرارة 0، وتعود فندخل مدفأة أخرى فيزيد الجهاز من الهواء البارد وهكذا. وكذلك أجسادًا ستعمل على العودة للوزن السابق كلما تغير ذلك الوزن.

لكن السؤال هو: إذا لم تكن السعرات هي الأساس في عملية فقدان /اكتساب الوزن، فما هو هذا العامل الأساسي؟

الكاتب يرى أنّ الهرمونات هي العامل الاساسي، لهذا يجب ضبط الهرمونات حتى لا يسعى الجسم لاستعادة وزنه الأساسي.

مشكلة نظرية السعرات الحرارية هي أنها تغفل جانب الهرمونات، بمعنى: السعرة الحرارية الناتجة عن الطماطم مثلا تختلف عن السعرة الحرارية الناتجة عن السكر، الأخيرة تسبب اضطرابا هرمونيا وترفع هرمون الأنسولين الذي ما إن يزداد في الجسم حتى تتبعه زيادة الوزن مهما كانت سعراتك قليلة.

حقيقًة نسمع كثيرا عن أنظمة غذائية تتبع قواعد مثل بإمكانك أكل ما يحلو لك مادام ضمن نطاق سعراتنا!

وهذه القاعدة تشرح لنا ما أراد الكاتب إيصاله وهو أن هذه خديعة كبرى، الأمر لا يعتمد على السعرات بل على مدى تأثير هذه السعرة الحرارية على هرمونات الجسم وخصوصا الأنسولين.

وأنت، هل تعتقد أن مراقبة تأثير الأكل على الهرمونات عوضا عن مراقبة السعرات قد تجدي بالفعل؟ وهل تنوي تجريبها؟