"جميل أن تشعر أن هناك في زاوية ما من هذه الكرة الأرضية من يفكر فيك، ويتألم لك، ويهتز لآلامك وأشيائك الصغيرة" - واسيني الأعرج
عندما نفشل في علاقاتنا سواء كانت حب أو صداقة، نرمي أحمالنا وفشلنا على عِتاق من تركونا، وإلقاء اتهامات لا نهاية لها، فهل سيترك الإيجو هذه الفرصة؟ بالطبع سيضغط على زر التشغيل START، ويبدأ في إسقاط ما نشعر به على مواقف أخري حدثت في الماضي و تذكيرنا بها وتفعيل الألم وفتح باب للأفكار المزعجة مثل: لا أحد يحبني، أنا سئ، أو يدفعنا للبحث عن علاقة أخرى نختبئ فيها من ألم ما قبل التعافي.
كم هو سيء أن يغطي الإيجو هذا الألم بقشرة هشة!
وهذا ما دفعني لتناول هذا الكتاب. تكلم الكاتب عن سبع سُنبلات خضر يحيين العلاقة، وأُخر يابسات يأخذن بها إلى طريق الموت، وهذه أسباب فشل العلاقات التي تناولها:
- الوحدة طريق لا مفر منه سواء كان بإرادتنا أو رغم أنفنا، لكن من المهم أن نكون مع أناس يشبهوننا، وفي أماكن نشعر فيها بكوننا نحن، أليس كلٌ منا يتمنى أن يجد مكانه المناسب؟ فلا داعي لنخاف الوحدة، فهي مساحة تعيدنا لأنفسنا.
- الاحتياج والحرمان العاطفي، يرى الكاتب أن الاحتياج هو السبب الرئيسي في تأكل العلاقات واعتمادنا على ما سنأخذه من الطرف المقابل.
من وجهة نظري أن الاحتياج يأتي من نقص دعمنا وتوفير احتياجات أنفسنا، فنصبح مُتطلبين وأكثر إلحاحاً في علاقاتنا. من المهم أن نعتني بأنفسنا وتوفير كل ما تحتاجه قبل أن يُطلب من مصدر خارجي.
- الخوف من الالتزام وفكرة أننا بعد وقت، نكتشف وقوعنا في المصيدة ولا مفر من الالتزام مع هذا الشخص، ومواجهة الحياة معاً فكرة مرعبة. كيف لو تغيرت قناعاتنا ولم نعد ننظر للشخص بنفس الطريقة، أو ندرك بأن اختيارنا هذا لم يكن الاختيار الصائب، ماذا سنفعل؟
للأسف اختلفت منظومة الزواج حديثاً عما كان من قبل، في الماضي كانت العلاقات مستقرة أكثر وكلا الطرفين يؤدي دوره بالكامل ويُيسِر الحياة على الآخر، أما الآن أصبح الرجال يخافون من الالتزام، والنساء يرغبن أكثر في إثبات الذات وترسيخ أقدامهن في ساحات العمل، وهذا ما أدى إلى الفجوات في كثيرٍ من البيوت، وتدنت أولوية المنزل إلى مرتبة سفلى.
-الأنانية والكذب تُفسد العلاقات. لا أرى علاقة تسودها الأنانية والكذب إلا كثرت فيها المشاحنات والمنغصات وكدر العيش حتى يؤول الأمر لرحيل أحد الطرفين، ذلك الشئ البعيد الذي كنا نحلف أننا لن نصل إليه يوماً.
هل تتفق مع نظرة الكاتب في أسباب فشل العلاقات؟ وهل هناك أسباب أخرى؟
من وجهة نظرك، كيف يمكننا تحسين العلاقات والحد من ارتفاع معدل الطلاق؟
التعليقات