كتاب "ابدأ بلماذا": ما هي نقطة انطلاق المشاريع من وجهة نظر سيمون سينيك؟

تذكرت ما قامت به شركة آبل، عندما رفعت شعار "فكر بطريقة مختلفة" في محاولة منها لاقناع الناس بشراء منتج ماكنتوش أو ماك بدلاً من كمبيوتر IBM. وهذا ما يجعل الناس تقبل على شراء منتجاتها.

سؤال لماذا يلفت نظري عندما تقوم الشركات بإلهام عملاءها نحو منتجها. أيضًا القائد الذي يرغب في تأسيس مشروع ما لو اتبع فكرة "لماذا" مع موظفيه أثناء عرضه لفكرة المشروع سيكون أفضل له و سيحفزهم نحو تحقيق الهدف من المشروع وهم مؤمنين تمامًا بالمشروع واهدافه. حتى أنهم سيمتلكون الولاء والانتماء إلى المشروع وقائدهم.

 وأيهما تجدون بنسبة أكبر من حولكم في سياسات معظم الشركات: التلاعب أم الإلهام؟

للأسف علي الشركات قد لا تولي اهتمامًا للالهام ولهذا نرى صفة الولاء نحو الشركة غير موجود. ولهذا نرى أن العملاء يوقفون تعاملاتهم مع بعض الشركات.

أيضًا حتى لو أردنا أن نرسخ المشروع، المنتج وما إلى ذلك في ذهن الكثيرين، كان من الاولى أن نتبع فكرة لماذا.

كتاب ابدأ بلماذا من الكتب القوية والمهمة لكل من يريد أن يطور نفسه ببيئة العمل الخاصة به، سواء كان موظف أو رائد أعمال.

ويمكن الاستفادة منه بشكل كبير في حياتنا الشخصية، في تحليل الأمور، ودراستها، تخيل لو وضعت كلمة لماذا قبل كل موضوع تود أن تناقشه أو مهمة تريد تنفيذها، سيكون لديك خطط واضحة ودراسة واضحة لكل ما يخص الأمر، من دوافع ومن توقع للنتائج، لذا أنا أراه مهم لكل شخص يريد أن يطور من مهاراته.

وأيهما تجدون بنسبة أكبر من حولكم في سياسات معظم الشركات: التلاعب أم الإلهام؟

لا أعتقد أن هناك شركة تريد أن تنهي مشوارها قبل بدئه، فالتلاعب نهايته محتومة من قبل العملاء، فلا يوجد عميل لا يمكنه إدراك ذلك، لذي هي سياسة قصيرة المدى، على عكس الإلهام.

يعني أن تسأل نفسك لماذا فعلت هذا الأمر هو خير طريقة لتضع يدك على الجرح ولا تتجاوزه.

أغلب مشاكل المشاريع الوليدة أو حتى الأشخاص العاملين في منشآت أو مؤسسات، أنهم يدركون وجود مشكلة ما دون إدراك أسباب هذه المشكلة.

لذلك تجد البعض يجيد اختلاق الأعذار ووضع الحجج (وقد كتبت اليوم مساهمة حول ذلك)، بينما لو حاول منذ ظهور المشكلة سؤال نفسه لماذا ظهرت؟؟ وكيف أثّرت؟؟ وأين كان التأثير أكبر، واضعاً لكلّ استفسار إجابة خالية من المجاملة للنفس ومن محاولة الدفاع عنها، لظهر جلياً موضع الخلل وإمكانية معالجته وتلافيه.

وهذا الأمر ينفعنا في حياتنا جميعها وليس على نطاق الأعمال فقط.

التلاعب أم الإلهام؟؟

أظن الأمر يعتمد على رؤية الشركة وأهدافها، فشركة ترغب بالبقاء بالسوق والتوسع فيه لن تلجأ للتلاعب أبداً وإن استعملته فسيكون في أضيق الحالات.

لكن شركة تسعى للربح السريع ولا يعنيها بقائها في السوق وإنما قد يهدف أصحابها من إنشائها إلى بيعها فمثل هذه قد يكون استخدام وسائل التلاعب من الطرق الدارجة أو المستخدمة.

ما الذي يضيفه تساؤلنا بلماذا عند تدشين مشروع ما؟ وأيهما تجدون بنسبة أكبر من حولكم في سياسات معظم الشركات: التلاعب أم الإلهام؟

لطالما حاولت أن أتلاعب، من أجل إجبار طفلي على شرب الحليب_ الذي لا يطيقه_ يومياً ..

حتى سألني لماذا ؟ فأخبرته أنني أحبه ، وأتمنى أن تكون صحته قوية . وأنه في مرحلة بناء ستؤثر على حياته القادمة وعقدنا مقارنة بين رجلين كبيران في السن وكيف كل منهما مختلف عن الآخر ! حتى اقتنع أن من الضروري الاهتمام بماذا نأكل وماذا نشرب ولماذا؟ و قد اعتاده وإن لم يحبه !

من منا لم يخض مثل هذه التجارب وعاش في متاهة بأسئلته باحثاً عن إجابة تدله ..أبسط شيء نكون سألنا أنفسنا عنه ؛ لماذا علينا أن نقرأ؟ لماذا علينا أن ننظف أسناننا ثلاث مرات يومياً؟ لماذا علينا أن ندرس مواد إضافية لا نحتاج لها باختصاصاتنا ؟ والجدليات لا تنتهي !

فنعيش بمتاهات من الأسئلة نبحث عن إجابات تشفينا ولا نجد ، وربما نجد إجابات ناقصة ، لا تسمن ولا تغني من جوع ونبقى بحالة البحث والشتات ..

هذا تماماً ما يحدث مع العميل ، وهذه هي الأداة المناسبة للقضاء على مشكلته .

ولا بد من سؤالها للعميل من جهة ورائد الأعمال والمسوق من جهة أخرى ..

فالعميل حين يبحث عن منتج بعينه ؛ فهو يرغب بالحصول على نتيجة معينة تقضي على آلامه وتخلصه منها وبالتالي فمن الذكاء بمكان أن نعرف لماذا يريدها ونبحث عن السبب الرئيسي والعلة من ذلك حتى نستطيع أن نصل به للرغبة المنشودة .

إن مشكلة العميل لا تحتاج لمجرد حل، وانما تحتاج نتيجة واضحة والحل بذلك يكون ضمنيًا . فمثلا: الجوع مشكلة وحلها الطعام لكن لو كان هذا الطعام فاسدًا فهل هذه هي النتيجة المرغوبة بالنسبة للعميل ؟

معظم الشركات تعتمد على التلاعب، ونجد الكثير من مقاطع الفيديو التي تروج لأبرز الخدع التسويقية، والحيل التي تدفع الزبون للشراء دون تفكير الخ

ولكنني أرى أن هذه الأساليب لا تجدي على المدى الطويل، وفقط أصحاب القيمة الحقيقية سيصمدون أمام اختبار الزمن، لأنه لا يمكنك خداع نفس الزبون مرتين.