بشكل أو بآخر، أغلبنا إن لم يكن جميعنا يرغب في قراءة الروايات، لكن إن لم نقرأ رواية بؤس لستيفن كينغ، فنحن لم نقرأ روايات ممتعة ومشوقة أبداً في حياتنا.

تحكي الرواية عن بول شيلدون، وهو كاتبٌ مرموق، ذاع صيته وبيعت كتبه، وصار له آلاف المعجبين.

بعد أن تنتهي طقوسه الخاصة ونتاجها روايته الأفضل، يترك صومعة الكتابة متجهاً لنيويورك ليقابل وكيلته لنشر الرواية، حين تفاجئه عاصفة ثلجية تتسبب بحادث ارتطام لمركبته، بين الوعي واللاوعي يلمح ظلّ امرأة تجاهد في تلك العاصفة الثلجية لإنقاذه!!

آني ويلكس الملاك الحارس الذي ينقذ الكاتب، ممرضة سابقة تعيش وحدها، تتبنى الاعتناء بالكاتب والاهتمام به، حيث أخبرته حين أفاق بأنها المعجبة رقم واحد بكتاباته وخاصة سلسلة روايات ميزري، إنها عاشقة لإبداعه، مدمنة على ملاحقته، المعجبة السرّية التي كشفت له أن عثورها عليه لم يكن مصادفة فقد كانت خلفه في ذلك اليوم العاصفي، لذلك قامت بإنقاذه!!.

هذا التعلّق بالكاتب ورواياته يأخذ منحى الشرّ حين تطلّع آني على نسخة الرواية المقترحة وتكتشف بأنّ بول قام بإنهاء حياة بطلة رواياته ميزري، ليظهر حينها وجه آخر لتلك الملاك، وجه يخفي حبّ التملّك، وتعذيب الكاتب الذي تعشق إن لم يتمكن من إحياء ميزري برواية جديدة تفصّل خيوطها آني، إنه حبّ خالٍ من الإنسانية، نوع من الإعجاب الاستحواذي المَرَضي الذي يصل بصاحبه حدّ الهوس، فتأسر الممرضة الكاتب داخل منزلها، وتجعله يعيش كافة الآلام النفسية بالإضافة للآلام الجسدية التي تركها الحادث عليه!!، مجبرة إياه مراراً على إعادة صياغة وترتيب الأفكار الخارجة من رأسه ليكتبها بما ترتضيه نفسها المهووسة.

ما النهاية؟ لن أحرقها بالتأكيد يمكنكم قراءتها والاستمتاع بها في رواية ميزري للكاتب ستيفن كينغ والتي جاءت بطبعات ترجمها الأديب الدكتور أحمد خالد توفيق، حيث حملت الرواية اسماً آخر هو (بؤس) والذي ينقل حجم معاناة بطل الرواية (بول شيلدون).

ألا يثيركم الأمر؟ تلك المشاعر الإنسانية التي نفترض السمّو والارتقاء بها، كيف لها أن تكون مؤذية؟

العلاقات التي تربطنا ببعضنا، لكنه نوع من التعلّق يصل المرحلة المؤذية للآخر، تلك المرحلة التي نقول عنها (ومن الحبّ ما قتل)!.

ألا تظنونها أنانية؟ نخنقهم ونفصّل حياتهم كما يرضينا، دون اكتراث لما يريدونه حقاً، وما يرونه الأنسب لهم.

هل صادفتم مثل هذه العلاقات في حياتكم؟ 

خوف أحدهم واعتنائه المفرط واهتمامه المبالغ به يكون سجناً نتمنى الخروج منه، لأنه وببساطة يؤذينا!، كحبّ الآباء لأبنائهم المَرَضي، أو حبّ أحد الأزواج للآخر الذي يبلغ منتهى السيطرة والغيرة القاتلة!.

كيف يمكننا الفصل بين حبّ الآخر والاعتناء به، ومشاعر التملّك والاستحواذ عليه؟

الفكرة بين أيديكم، فأتحفوني بما تظنون.