ككل سنة، تسعى العديد من الدول على إبراز هويتها الثقافية من خلال إقامة معارض للكتاب الذي يتم تنظيمها مرة أو مرتين كل عام لتعرٍض مجموعة كبيرة من الكتب المتنوعة والتي تشمل جميع المجالات ويشارك فيها أهم الكُتاب والمثقفين بالإضافة إلى أهم دور النشر ومؤسسات الإنتاج الثقافي، المميز في هذه المعارض على حد تعبير المنظمين لها بأن "الدعم المادي المقدم لهذه الكتب المعروضة تساهم في تخفيض كبير لثمن الكتاب حتى يساعد القًراء من اقتناءه بسهولة"، و لعل من أشهر معارض الكتب على مستوى العالم هو معرض فرانكفورت الدولي للكتاب ومعرض القاهرة للكتاب.

لكن منذ أن حلت أزمة كورونا التي أثرت على قطاعات مختلفة من بينها مجال النشر الذي شهد تضررًا وتعثرًا أدى الى توقف عن الطباعة واضطرت بعض المؤسسات لتسريح موظفيها، ومنذ ذلك الحين، للالتزام بإجراءات التباعد الاجتماعي لم تقيم الدول معارض الكتاب خوفًا من انتشار العدوى، بعدما رأينا إنتعاشا ملحوظًا في الكتب الإلكترونية، ومع توفر اللقاحات وانخفاض أعداد الإصابات واستعداد لاستقبال العام الجديد بدأت الكثير من الدول العربية في إعلان عن موعد تنظيمها لهذه المعارض.

وباعتبار أن هذه المعارض تعد المؤشر المساعد في قياس الحالة الثقافية والأدبية التي تعيشها و تمر بها أي أمة، يأتي السؤال الذي يشغل شريحة كبيرة من المثقفين ومنه قد يتولد عنه تنظيم الكثير من اللقاء لشرح واقع المقروئية وسبب الإقبال والعزوف وهو هل أروقة المعارض ستشهد ازدحاما هذا العام وكيف سيكون حجم الإقبال القُراء على الكتاب بعد جائحة كورونا؟، قبل أيام تم تنظيم معرض الرياض الدولي للكتاب وعلى حسب ما صرحت به جريدة الشرق الأوسط قد تجاوز عدد زوار المعرض خلال أول يومين من انطلاقه الستين ألف زائر.

ماذا عنكم يا أصدقاء، هل أنتم متحمسين لهذه المعارض التي ستقام في بلدانكم؟ أم تعتبرونها مجرد تظاهرة مناسبتيه فقط؟