حان الوقت لاستخدام كلمة "لا"


التعليقات

لكن على الرغم من عدم امتلاك الفرد القدرة على التعبير عن موافقته أو رفضه للشيء بأريحية، إلا أنك دائما تجد هؤلاء الناس هم الأعلى إحساسًا وألطف من تتعامل معهم، فهم دائما ما يسعون لجبر خواطر الغير حتى ولو على حساب أنفسهم وراحتهم، فهم في سيبل لك يحملون أنفسهم ما لا يطيقون في سبيل جبر خواطر غيرهم.

لكن وللأسف لأن معظم الناس يستغلون هذا استغلالا سيئًا، فنجد أن هؤلاء الذين لا يستطيعون قول لا يتحولون بعد ذلك إلى أشخاص ربما يكونوا أكثر عنفًا من غيرهم، لأنهم شعروا أنهم يتم استغلالهم بصورة سيئة، فلا أعلم هل كانوا على صواب بكونهم يحرصون على جبر خواطر غيرهم، أم إنهم يجب أن يتحلوا بالعنف وقوة الشخصية حتى يستطيعوا العيش في مجتمع قل من يرحم فيه

أوافقك الرأي تماماً أستاذ عبد الله، لكن كما تفضلتَ فإن معظم الناس يستغلون هذه السمة المميزة استغلالاً سيئاً، ولهذا يجب أن نتعلم كيف نقول "لا" عند اللزوم، لنحمي أنفسنا ولا نصبح ضحايا للآخرين.

أعتقد أن الحل يكمن في التمتع بالطيبة إلى جانب قوة الشخصية والصرامة، فلا يعني كون المرء لطيفاً أن يتحول إلى ريشة في مهب الرياح، بل أن يكون طيباً مع من يستحق، شديداً وعادلاً مع من لا يستحق. المجتمع للأسف الشديد لا يرحم الضعفاء ولا يحترمهم، لهذا يجب أن يعزز كل إنسان مصدر القوة في داخله، إلى جانب تحليه بالأخلاق الحميدة والطيبة التي نفتقدها بكثرة في أيامنا هذه.

ما أروع الحياة بوجود أصحاب القلوب البيضاء! وليتني ألتقي بأكبر قدر من هكذا أشخاص في حياتي الواقعية.

لكن مع محاولة هؤلاء في التحلي بقوة الشخصية وحماية أنفسهم، إلا أن طباعهم تغلبهم، فيميلون إلى الرفق واللين على حساب أنفسهم دائما، ولا يستطيعون بذلك الخروج من هذه الدائرة المغلقة التي تتسبب في إيذائهم

فئة منهم كذلك، وفئة أخرى يستطيعون التغلب على طباعهم، وقد رأيك ذلك بأم عيني أكثر من مرة. إن مقولة «غلب الطبع التطبع»، صحيحة بنسبة كبيرة، لكنها ليست صحيحة دائماً، فهناك دائماً استثناءات، وكل شخص فينا قادر على أن يكون استثناءاً أو ينجرف مع التيار دون أن يتعلم من أخطائه وتجاربه.

إذًا أنت تعتقد أن هؤلاء الأشخاص هم ضحايا المجتمع حتى يفهموا ويستوعبوا الدرس، ويعلمون كيف يتعاملون مع غيرهم بدون أن يتعرضوا للاستغلال، ثم بعد ذلك إن أصروا على ما هم عليه من الطباع، يتحولون إلى جناة على أنفسهم، ويكون المجتمع من إيذائهم بريء

بالتأكيد لا، فأنا ضد مقولة «القانون لا يحمي المغفلين» على سبيل المثال لا الحصر، وضد من يتحرش بالمرأة، ثم يلقي باللائمة على لباسها، ونفس الشيء بخصوص مسألة أصحاب القلوب البيضاء. هم ضحية المجتمع بسبب المجتمع لا بسببهم هم، فلا ذنب لهم فيما يعانونه من استغلال وقلة احترام وتقدير. بمعنى أنهم ليسوا مخطئين بسبب طيبتهم، إنما قلوبهم فقط أطهر من أن يدرك لطفها ومعدنها الأصيل من طُمست قلوبهم بالنرجسية والفوقية والسطحية.

أما ما ذكرته أعلاه فهو دعوة وتشجيع لكل شخص يجد أنه يُستغل بسبب طيبته، بأن يعزز مكامن القوة في داخله حتى لا يتعرض لمزيد من الاستغلال. وأعتقد أنه لا عيب في ذلك، بل العيب كله أن ترى إنساناً يتعذب ويُستغل بسبب طيبته، وتقف متفرجاً تنصحه بأن يواصل على نفس المنوال دون أي تغيير يُحدث توازناً في تعاطيه مع بعض الناس، ويُجنبه الكثير من المشكلات وخيبات الأمل.

ولكن بإعتقادي أن الأهم من قول كلمة لا، هو الأسس العقلية التي هيأت لحضورها، فإن قيلت الكلمة لمجرد الإعتراض المحض، دونما إقتناع يؤيدها ويثبتها عند المجادلة، فما أيسر أن تذهب مع أقل ريح ويتم التراجع عنها!

أوافقك فيما تفضلتِ به، فلا يجب أن تقال كلمة "لا" لمجرد الاعتراض المحض من دون أي عذر أو سبب مقنع.

طبعا قول لا في بعض الأحيان يصبح ضرورة، لكن في إعتقادي لا يجب أن نبالغ بذلك. و من جهة أخرى لا يجب أن نقبل كل شيء.

تقصد التوازن والوسطية في الأمور، بحيث لا نبالغ في قول كلمة "لا"، ولا نقبل كل شيء ولو كان على حساب وقتنا وراحتنا ومستقبلنا.

أنا من الأشخاص الذين يقولون لا، ويقولون نعم للأهل في كثير من الأوقات، حتى لو كان ذلك يتعارض مع أمور كثيرة.

ذلك لأنني أحاول جبر خواطرهم في كل مرة.

قبل عدة أيام تحدثت معي صديقة، طلبت مشورتي، كنت متعبة، ومجهدة، وأريد أن أنام.. ولكنها قالت لي: أنها تعرف أنني ربما سأرفض محادثتها ولي الحق في ذلك.

وبسبب جملتها، قمت بمحادثتها طوال الليل، حتى أجهدت نفسي من شدة السهر والإرهاق.

وأعرف أن قول كلمة لا مريحة للغاية.. ولكن في بعض الأحيان نحتاج لقول نعم، في مواقف كثيرة، من أجل ألا نخذل أشخاص يحبوننا ويعتمدون علينا.

بالضبط. فـ "لا" ضرورية في حياتنا من دون مبالغة، لأننا بحاجة في كثير من الأحيان إلى قول "نعم"، خصوصاً للأهل وبعض المقربين الذي تربطنا بهم أواصر المحبة والاحترام. وإن ما قمتِ به من أجل صديقتك تضحية طيبة بوقتك وراحتك في سبيل إسعاد الآخر، لذا أحييك على هذا التصرف النبيل.

صراحة أفضل أن أتجاهل في خوض الموضوع وإتخاذ القرار الذي قد لا يؤدي الى تشنج الطرف الأخر على إضاعة الوقت في قول لا والتبرير هذا الرفض، فحتى تأتي كلمة "لا" تجعلنا نتعاطف و نبرر رفضنا لنجعله مقبولا عند الأخر، فهي أيضا تجعلنا نظهر ضعفاء أمامهم.

إذا اردنا ألا نأخذ بكلمة "نعم" ولا ب "لا"، فماذا نفعل حتى لا نقع في لا التبريرية؟

كان عندي صديق عزيز، أجتمع معه بصبحة مجموعة من الأصدقاء، نقضي جميعاً كل بضعة أسابيع نصف يوم أو أكثر مع بعضنا البعض نتبادل أطراف الحديث ونتمشى..إلخ، وأحياناً نظل لوقت متأخر قبل العودة إلى المنزل، لكنه كان معظم الأحيان يرفض البقاء معنا أكثر من الساعات التي خطط لها مسبقاً، قائلاً بعد أن نرجوه مرات عديدة: "لا أستطيع"، من دون أي تبرير مهما حاولنا أن نستشف منه إجابة عن سبب رفضه، ولم يؤثر ذلك في صداقتنا معه رغم انزعاجنا بعض الأحيان من تصرفه ذاك.

من الصعب قول كلمة لا لأن الآخر قد لا يتقبل الرفض بشكل جيد، لكنّ الرفض للاقتراحات والطلبات التي لا تناسب الشخص يجب أن يحدث، لأنّ من لا يعرف قاموسه كلمة لا سيتعرض للاستغلال، وسيٌحمل فوق ما يستطيع. وبالتالي فالحل هو تعلم الطريقة الصحيحة للرفض، بلباقة وبدون الاساءة للطرف الآخر.

صحيح تماماً. فمن لا يعرف كيف يقول "لا" عند اللزوم، سيصبح فريسة سهلة للاستغلاليين، وما أكثرهم في هذه الحياة!

حان الوقت لاستخدام كلمة "لا"

هذا صحيح فبكلمة لا نوقف معتدي علينا بكلمة وأو بفعل، كلمة لا تحمى ذاتنا وكياننا من من بريد أذيتنا أو جرح لمشاعرنا.

وهذا ما اسعى لتحقيقه مع الأطفال والجيل الجديد فيجب أن نعلمهم قول لا في وجه المتنمر الذي قد يصادفه في المدرسة ، أو متحرش قديؤذيه ، و في حالة وجه أحد يريد أذيته بأي شكل من الأشكال. بكلمة لا ابعد عنهم المستغلين والمبتزين ممن قد يواجههم ، فكلمة لا تريح النفسية جداً بها قمت بحماية نفسك وستشعر بالرضا عن ذاتك وبالتالي شخصية قوية، ولكن طريقة قولها يجب أن يكون بذكاء .


كتب وروايات

مُجتمع متخصص لمناقشة وتبادل الكتب (غير المتعلقة بالبرمجة والتقنية بشكل مباشر) والروايات العربية وغير العربية والمواضيع والأخبار المتعلقة بها.

77.5 ألف متابع