مكتبتي المهملة (12) هل السلسلات الروائية تشويق مستمر، أم أنها مجرد تمطيط من الكاتب للشهرة؟


التعليقات

سلاسل الروايات وحتى المسلسلات التي يتم عرضها بأجزاء متتالية قلما أجد منهما ما يقدم جديد ولا يقع فريسة لنجاح وشهرة الجزء الأول والذي يفرض عليه السير بنهج معين، لذا لا أحبذها ولا أميل لقراءتها.

حنان لاشين بحد ذاتها مبدعة وأسلوبها سلس وبسيط يصل للقلب، لم أطلع على الروايات كلها لكن حسب ما أعلم أن الأحداث ليست مبنية فوق بعضها، خاصة بعد أن قرأت الآراء حول سقطري وبالمناسبة سقطري أرخبيل يمني مكون من ست جزر على المحيط الهندي بالقرب من خليج عدن، والآراء كلها تشيد بالرواية وهذا ما حمسني لأشتريها.

في الحقيقة يا عفاف لدي رأي في الرويات عامة بعد تجارب في قراءة الروايات الأكثر شهرة، لم أكن ممن يهوون الرويات لكن في فترة من الفترات أظن عام 2012 عندما كنت متفاعلة على الفيس بوك( قبل أن اقرر اعتزال هذا العالم) وجدت الكثير ممن يتحدثون عن أحد الكُتاب دون ذكر أسماء، فقرأت روايتين له في يومين، كنت ابدأ الرواية ولا أتركها إلا عند اخر صفحة في ساعات متواصلة، من البوستات على الفيس بوك ظننت أني سأجد عمل عظيم به الكثير من القيم( كنت ساذجة) وصُدمت بكم الإسفاف والإنحطاط الأخلاقي في الرواية ورغم أن الرواية فعلاََ شيقة وأسلوبه رائع في السرد والتشويق، إلا أن الرواية لا تهدف إلى أي شئ ، حتى قصة الرواية كئيبة جداََوغير ممتعة. طبعاََ هذا لا ينطبق على روايات حنان لاشين قرأت لها من قبل غزل البنات ومقالاتها على شبكة الألوكة، فعلاََ هي تهدف إلى قيمة أخلاقية تريد أن توصِلها إلى القارئ ولديها رسالة من كتاباتها. ذكرت هنا نوعان من الكُتاب قرأت لهم ولا مقارنة بينهما فرق كبير بين السعي للإسفاف والشهرة وبين من لديه رسالة، لكن بعد مرور قرابة 10 أعوام على أول رواية قرأتها وتوالت القراءات بعد ذلك، وجدت أن الدخول لعالم الرويات لإنسان لا يعرف نفسه ولا يعرف أهدافه في الحقيقة ولا يعرف أصلا لماذا يقرأ يضره أكثر ما يُفيده، ووجدت الكثير ممن يدخلون في قراءة رواية ما ويتقمصون إحدى شخصياتها وربما يعانون من أمراض نفسية عنيفة (ويمكنك التأكد إذا سألتي أحد المعالجين النفسيين عن هذه الحالات) لمجرد ظنهم أن قراءة الرواية في حد ذاته هدف أو أحداث القصة حقيقية أو عدم فصلهم بين الرواية وبين حياتهم الشخصية!! . الرواية هي نوع من أنواع الترفيه، وأعلم جيداََ شعور حب روايات كاتب ما وتتبع أحدث أعماله (اهتم بأدب السجون وكنت اتتبع قراءات كاتب ما في هذا المجال) لكن وجدت أن روايات الكاتب لا تنتهي و لن تنتهي إلا في حالتين إذا مات الكاتب أو إذا قرر التوقف عن الكتابة؛ لأن ببساطة هذا هو عمله أن يكتب روايات تجعلك تشترين المزيد والمزيد ولا تتوقفي عن القراءة، لا أتهمهم بذلك فهذا هو عملهم، لكن أرى أن انجراف القارئ وراء السلاسل الروائية الغير منتهية عمل غير واعي وسيُفضي به إلى خسران المزيد من الوقت والمال. شخصياََ أحب جداََ روايات أدب السجون المقتبسة من قصص واقعية فهو لون أدبي مختلف تماماََ وأُحِب أن أقرأ للكُتاب الذين كتبوا رواية مرة واحدة لأنهم كتبوها لكي يوصلوا هذه القصة الحقيقة وليس للتربح ،على سبيل المثال قرأت رواية سجينة طهران لمارينا نعمت وأمتعتني جداََ لأنها قصة حقيقة تحكيها صاحبتها وهي ليست روائية.

في احيان كثير يا عفاف اجدها استنزاف واستغلال لنجاح الجزء الاول.

وفي احيان اخرى اقل يكون تعدد الاجزاء من متطلبات العمل الروائي الاساسي، حتى تكتمل القصة، وتكتمل فائدة القارئ المرجوة منها، على سبيل المثال: على هامش السيرة/ عبد الحميد جودة السحار وذهب مع الريح / مارجريت ميتشل

وهناك نماذج اخرى كثيرة، وهنا تجدي القصة متماسكة والشخصيات محبوكة ومتسقة. في حين انه عندما تكون السلاسل استنزاف للطاقات قد يدهشك تحول الشخصيات وظهور غير مبرر لأشخاص ربما ماتوا في اجزاء سابقة ثم اعادهم الكاتب للخط الدرامي لأنه فقد البوصلة ولم يحركه الابداع وافكاره الخاصة وانما تحركه المصلحة ، على سبيل المثال الاجزاء الاخيرة من مسلسل ليالي الحلمية.

عندما قرأت العنوان تذكرت فوراً المسلسلات .

سأتحدث عن الأمرين معًا بشكل عام.

التكرار لا يفضله الجميع، هناك مشاعر يعيشها الفرد مرة واحدة لها قيمة مميزة سواء كان ذلك بقراءته لكتاب معين ام لمشاهدته لمسلسل معين، عندما يحدث تكرار لهذه المشاعر تفقد قيمتها المميزة و يبقي القارئ أو المشاهد في حالة اللاشيء ! لم يضف له ذلك الكتاب أو ذلك المسلسل شيئًا بل جاء لاستكمال فكرة معينة وضحت معالمها من أول جزء.

هناك أجزاء ناجحة مثل هاري بوتر من الكتب ولا شك في ذلك، ولكن هناك بعض الكتب أو المسلسلات تلاحظين أن كاتبيها أو منتجيها قاموا بصنعها لجزء واحد واكتملت القصة في ذلك الاطار، ولكن نظرًا للنجاح الذي حققه الكتاب أو الجزء الأول من المسلسل يقوم الكاتب او المخرج بتمديد هذه القصص لتكون عبر أجزاء .

لدي بعض الأمثلة، جميعنا شاهد عنر وسلمى كان فيلم عاديًا من ساعة او ساعة ونصف ولكنه حقق نجاحًا كبيرًا مما دعى المخرج لاخراج فيلمان آخران .

لديك مسلسل باب الحارة والذي كان له أكثر من تسعة أجزاء، من النؤكد جدا أن نجاح الجزء التاسع لم يكن مثل نجاح الجزء الرابع والجزء الثالث لم سحقق نجاح كما حقق الجزء الأول، لماذا ؟ لأن المشاهدين فقدوا من حماسهم و المسلسل نفسه فقد الاثارة والتشويق الذي يحملها حتى فقد الممثلين أنفسهم .

أحب النظر من زوايا مختلفة للكاتب الذي أقرأ له، نظرة متعلقة بالعديد من المواضيع وليس موضوع واحد .

أحب أن أشارككِ تجربة، كنت أشاهد مسلسلاً هندياً في الفترة الأخيرة جذبتني حلقاته ولكن سرعان ما تلاشى سبب الانجذاب وابتشويق حتى بت لا أشاهده أبدًا، هناك إطالة للأحداث وإضافات لا معنى لها سوى أنها تحون حلقة أو شيء يعرض على الشاشة في النهاية وهذا لن يحقق النجاح كما يتخيل البعض بل على العكس .

مسلسل عروس بيروت انتهى بنهاية غريبة نوعًا ما أقرب إلى النهاية المفتوحة وهذا ذكاء من المخرج لكي يتمكن من إنشاء جزء ثالث مع أنه لم يتم الاتفاق من قبل على أن يكون المسلسل سوى على جزأين اثنين فقط.

هل لا يزال الناس يشاهدون المسلسلات الهندية :)؟

ههههه ربما نعم هناك نسبة تتابع هذه المسلسلات، فترة كورونا أرجعت الاهتمام لها كنوع من التسلية فقط.

معك حق ولا أعارضك في هذا الأمر عفاف، وليت هذا فقط، البطل يموت مرة واثنتان و بما أنك لستِ متابعة أحب أن أبشرك بأن الأمر تطور لدرجة أنهم يجدون أشباهك الأربعين في المسلسل " أقصد النسخ الأخرى منك "

يمثل كل بطل في دوره و دور شبيه له، هذه كلها سخافة واستخفاف بعقل المشاهدين فقط

إذا الحبكة أهم، ولو كانت أجزاءا؟

ان كان الجزء الأول من العمل كافي لفهم التفاصيل و الاستمتاع لا داعي لتكرار أجزاء من نفس العمل ونكتفي بالحبكة القوية

طمعًا من الكاتب في النجاح من وجهة نظره ولكن هنا يخاطر مخاطرة كبيرة في ترك صورة سلبية لدى المشاهدين كما حدث في مسلسل باب الحارة ان كنت تعرفيه .

هل لا يزال الناس يشاهدون المسلسلات الهندية :)؟

ههههه ربما نعم هناك نسبة تتابع هذه المسلسلات، فترة كورونا أرجعت الاهتمام لها كنوع من التسلية فقط.

معك حق ولا أعارضك في هذا الأمر عفاف، وليت هذا فقط، البطل يموت مرة واثنتان و بما أنك لستِ متابعة أحب أن أبشرك بأن الأمر تطور لدرجة أنهم يجدون أشباهك الأربعين في المسلسل " أقصد النسخ الأخرى منك "

يمثل كل بطل في دوره و دور شبيه له، هذه كلها سخافة واستخفاف بعقل المشاهدين فقط

إذا الحبكة أهم، ولو كانت أجزاءا؟

ان كان الجزء الأول من العمل كافي لفهم التفاصيل و الاستمتاع لا داعي لتكرار أجزاء من نفس العمل ونكتفي بالحبكة القوية

انالست مع الرويات ذات السلسلات الطويلة احبد ذات الجزء الاول فطويلة في نظري تفقد جودتها وحبكة الكاتب ، في بعض الروايات التمديد وتمطيط يفقدها حلاوتها وجمالهاا ويصبح دون لزم

لم اقرأ أي كتب لحنان لاشين ولا اعلم لماذا، ربما لأنني لا احب الأدب الوعظئ بشكل عام وهو ما وجدته في روايات دعاء عبد الرحمن، لكن إن كانت روايات خيالية أظن أنني سأتحمس لها

وبصراحة اكثر هذا النوع من الادب الوعظئ اراه مغلوطًا ليس لانه ادب وعظي وإنما حتى مبالغ فيه من ناحية الوعظ، البعض منها لابد أن تنتقب البطلة حتى تحظى بحياة أخلاقية جيدة! كأن الاخلاق حكر على المنتقبات!

لا احب الإطالة بل انا من محبي قراءة منوعة لا احب السلسلات

عنك أنت، هل ترى السلسلات الطويلة الروائية، هي تشويق مستمر ونتيجة حتمية على الكاتب اتباعها من أجل القارئ؟ أم مجرد إعادة وتمطيط لا نحتاجه، لكن الكاتب يسعى لشهرته ليس إلا؟

لم أجرب هذا التشويق من قبل، لأنني عندما أقرأ سلسلة تكون قد اكتملت كل أجزائها، فلا أضطر للانتظار. لكن، ربما أريد أن أجرب هذا التشويق، يبدو مثيرا.

بالنسبة للسلسلة، قرأت إيكادولي منذ عامين، و أنا الآن أكتشف أنني نسيتها تقريبا، لذا يبدو أنني سأعيد قراءتها.

هل تنصحيني عفاف بالتشجع و شراء السلسلة كاملة؟ لأنه في نظري الشخصي، الخيال جميل، لكن الرواية لم تفدني كثيرا غير كونها أخرجتني قليلا من عالم الواقع.


كتب وروايات

مُجتمع متخصص لمناقشة وتبادل الكتب (غير المتعلقة بالبرمجة والتقنية بشكل مباشر) والروايات العربية وغير العربية والمواضيع والأخبار المتعلقة بها.

77.8 ألف متابع